تعيش ساكنة مدينة "ماتنعث بالزهور" المحمدية مؤخرا في وسط أكوام من الأزبال والنفايات منتشرة على نطاق واسع في أنحاء المدينة وجوانبها ، شملت عدة أماكن وشوارع رئيسية وطرقات ومرافق عمومية في مشاهد غاية في البذاءة والقبح يَمسان هذه المدينة المسكينة ، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول دور البلدية والجهات المسؤولة في وضع حد لهذه الأزبال التي باتت تشكل خطرا على الساكنة جراء الأمراض التي قد تنجم عنها والأضرار الجسيمة التي من شأنها أن تخلق معاناة حقيقية للسكان ، إضافة إلى الرائحة الكريهة التي انتشرت في أجواء المدينة بكاملها ، والتلوث الفضيع للبيئة والمجتمع . هذا وقد ساعد على تراكم الأزبال في المدينة تواجد الجالية المغربية المقيمة بالخارج التي تكثر من الإستهلاك إضافة إلى دور الأعراس والمناسبات التيتشهدها مختلف مناطق المدينة صيف هذه السنة ، تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك ، مما أدى إلى إغراق المدينة في أكوام من القذورات والنفايات ، في الوقت الذي لم تبادر فيه مصالح البلدية إلى جمع هذه الأزبال التي تتزايد يوميا بشكل كبير ، ووضع حد لمعاناة الساكنة المتضررة
وقد يتساءل البعض عن مصير عمال النظافة الذين يتم الإستغناء عن خدماتهم في مثل هذه الظروف الحرجة ، ولا يلجأ إليهم المسؤولين إلا حينما يتعلق الأمر بمناسبة طارئة كزيارة ملك البلاد إلى المدينة، حيث يتم الإستعانة بعدد كبير منهم ينتشلونهم من مهاوي البطالة ، لتوظيفهم في أعمال النظافة وجمع القاذورات “كشومارة” ، وذلك في ظروف زمنية محدودة حتى يتسنى لهم تنظيف المدينة من مختلف الأزبال والقاذورات التي تظل غارقة فيها لعدة أشهر تمهيدا لموعد زيارة ملكية اخرى لايعرف موعدها ، حيث تنعم المدينة بشيء من النظافة والإهتمام النادرين من قبل الجهات المسؤولة التي لا تحرك عجلة عملها إلا حينما تكون مجبرة على فعل ذلك
وقد أصبح الأمر بديهي بالنسبة للمدينة أن تغرق عن آخرها بالأزبال في كل وقت وحين ودون سابق إنذار حتى يتفاجأ السكان بأكوام من القاذورات تحتل مختلف مناطق المدينة على غرار السنوات الماضية ، حيث يظل الأمر شبه مستقر ، وعمال البلدية يباشرون أعمالهم في جمع الأزبال على نحو طبيعي ، والشاحنات تصل إلى مختلف الأحياء وتجوب عددا كبيرا من الشوارع والطرقات ، إلى أن تتوقف الأعمال على نحو مريب فتكون المدينة مع موعد مع أكوام من الأزبال والقاذورات والنفايات طيلة أشهر تحتل مختلف جنباتها وشوارعها وأمكانها العمومية وتحت المنازل والعمارات ، أمام إهمال المسؤولين وعدم اكتراثهم للواقع المر وتقصيرهم في الأعمال المنوط بهم القيام بها محمدية بريس الاخبارية