تعتبر الخطابة أبرز وسيلة وأقوى طريقة في ميدان التبليغ ونشر الدعوة الإسلامية ؛ لما تحدثه من تأثير قوي ونتائج طيبة بين افراد المجتمع المسلم ، وليست للدعاية الانتخابية ، أو لتصفية الحسابات الشخصية ، وعلى الخطيب ألا ينساق وراء آراءه الخاصة وانتمائه الحزبي وإلا كان يخاطب فئة دون أخرى من المصلين وهو بهذا يقوض ركنا هاما من أركان صلاة الجمعة وهو توحيد الجماعة وحشدها لا بث الفرقة بينها وبما ان كثيرا من الخطباء إن لم أقل كلهم ، أرغموا على سرد الخطبة التي أرسلت اليهم من وزارة الأوقاف ، خوفا من سحب اعتمادهم ( التزكية ) نجدهم يبعثون في نفسوس المستمعين شعورا قويا مؤلما بأن الخطيب يلد هذه الجمل ولادة وهو يقاسي ما تقاسيه الأم من آلام الوضع . حينما سئل وزير الأوقاف عن السبب في توقف بعض ائمة المساجد قال : بأن المنابر للدعوة الى الله وليست للسياسة . هنا أطرح سؤالا على سعادة الوزير ، هل هذا حرام عليكم حلال علينا ؟؟ أم أن المسألة تشفع لها الخصوصية المغربية التي آذيتم أسماعنا بها ، فما وجدنا في هذه الخصوصية إلا التصدر في الدعارة والمخدرات والسياحة الجنسية ، والشذوذ وارتفاع مؤشرات الفساد . ومن جانب آخر نجد الخطباء بعيدين جدا عما يسمونه بالخطوط الحمراء ، وهي عادة ما تكون خطوطا سياسية فتصبح عندهم من الكبائر التي لا يجوز حتى التفكير من الاقرات منها ، والخطير في هذه الخطوط الحمراء ، أنها أصبحت أركانا وثوابت لا تقبل المراجعة والمناقشة ، وهكذا فبدل أن يفكر الناس بمنطق الموافقة والمخالفة لشرع الله يصبح تفكيرهم منوطا بالخطوط الحمراء والخضراء . يافرسان المنابر ، إن التكييف الشرعي للعلاقة بين الناخب والتصويت على الدستور علاقة معقدة نظرا لتداخل المصالح المشتركة بينهما ويمكن ان الخص بعضها في ما يلي : 1_ علاقة الشهادة ، وهي إخبار الناخب بعلمه رأيه في الدستور 2_ علاقة التزكية ، بمعنى ان الناخب يزكي ويخبر بصلاح الدستور 3_ علاقة الولاء والمناصرة 4_ علاقة النصيحة ، ويتحقق النصح من وجهين : أ_ اخلاص الناخب في اختياره للدستور ب_ اخلاص العمل والمجهود التي قامت به اللجنة ، ثم التعامل والتفاعل الحقيقي والتطبيق على أرض الواقع بعد إظهار النتائج.