يعتبر المغرب، بلد الثمانية ملايين فقير، من البلدان العربية والإسلامية القليلة التي لا تستفيد من الزكاة في التنمية المجتمعية. وقد اعتمدت العديد من الدول العربية نظام صندوق الزكاة القائم على جمع الزكاة وتوجيه استغلالها بشكل فعال. وأثبتت هذه التجارب نجاعتها، في كل من الجزائر والإمارات العربية وقطر وعمان ومصر ولبنان وليبيا والكويت والأردن والسودان. وأسهمت تلك الصناديق في محاربة الفقر والهشاشة وإحداث مناصب شغل... وتثار عدة أسئلة حول مبررات عدم تفعيل صندوق الزكاة في المغرب مند أزيد من 10 سنوات عن إحداثه. كما تثار أسئلة ماثلة حول عدم الاهتمام بتنظيم زكاة الفطر التي تتعرض لهدر فظيع على مستوى قيمتها الحقيقية بسبب اعتماد إخراجها عينا ( على شكل حبوب أو دقيق ...) وتمكين محترفي التسول منها دون الفقراء المستحقين. وتبين تقديرات أولية أن القيمة المالية لزكاة الفطر في المغرب تزيد عن 31 مليارا و514 مليون سنتيما، وتضاهي ميزانية بعض الصناديق الاجتماعية الرسمية. التجديد تفتح ملف الزكاة في المغرب في مختلف جوانبها إسهاما منها في التنوير في أفق إدماج منظومة الزكاة في التنمية المستدامة بشكل فعال.