اعتمدت العديد من الدول العربية نظام صندوق الزكاة القائم على جمع الزكاة والإسهام في توزيعه، بالإضافة إلى تبينه العديد من الآليات الأخرى. وأثبتت هذه التجارب نجاعتها، في كل من الجزائر والإمارات العربية وقطر وعمان ومصر ولبنان وليبيا والكويت والأردن والسودان. ويبقى المغرب من بين الدول العربية القليلة التي لم تعتمد بعد صندوق للزكاة، وهو ما يثير أكثر من تساؤل حول هذا الاستثناء. صندوق الزكاة بالجزائر يعرف تجربة رائدة، بإضافة إلى توزيعه للزكاة على الفقراء، يوفر مناصبا للشغل للشباب عبر دعمهم لإنشاء مقاولاتهم الخاصة، الذين بدورهم يسهمون في الصندوق عند انطلاق المشاريع. وحسب موقع إسلام أون لاين، أكد وزير الشؤون الدينية أبو عبد الله غلام الله للصحافة الجزائرية أن حوالي 400 مليون دينار أي (25,4 ملايين يورو) جمعت خلال عام ,2005 وأكد عبد الله طمين مسئول الإعلام بوزارة الشؤون الدينية أن أكثر من ستين عاطلاً عن العمل استفادوا من قروض بدون فوائد تم منحها خلال العام الماضي من خلال الصندوق، واستفادت 450 ألف عائلة من الزكاة خلال الثلث الأول من العام الجاري .2006 وأضاف أنه تم إحصاء 800 ألف و903 عائلات محتاجة، وهي مدرجة في قوائم الوزارة لتوزيع أموال الزكاة عليها، وتخضع هذه القوائم لمراجعة دائمة، إذ يشطب أو يضاف لها أسماء جديدة حتى تذهب أموال الزكاة للمحتاجين فعلاً. وفي الوقت الذي أعلنت مصر انخفاض قيمة زكاة الفطر للعام الحالي (1430ه- 2009م)، ارتفعت قيمة الزكاة في دول عربية أخرى مثل تونسوالجزائر، بينما لم تشهد دول مثل الأردن وقطر أي تغيير عن الأعوام الماضية. وبلغت في قطر مداخيل صندوق الزكاة خلال 18 يوما فقط 50 مليون ريال قطري في شهر رمضان الحالي مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي التي وصلت الإيرادات خلالها إلى 75 مليون ريال على مدار الشهر الفضيل، وفق تصريحات صحفية لجاسم بن محمد الكبيسي مدير صندوق الزكاة بقطر، الذي قال إن المصروفات الشهرية وصلت إلى 5 ملايين ريال على مدار العام، لافتا إلى أن هناك استعدادات مكثفة من الصندوق للإيفاء بالاحتياجات الخاصة بالمحتاجين خلال الشهر الحالي بهدف تحقيق التكافل الاجتماعي في قطر. وقال إن الصندوق سيفتتح 4 مكاتب جديدة منها مكاتب خاصة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهي موجودة ببعض المساجد إضافة إلى مكاتب أخرى تقوم بجلب الزكوات. ويقوم صندوق الزكاة بالإمارات العربية بدور كبير، وفي هذا الإطار قدم الدكتور المساعيد عدة مقترحات لتعزيز مساهمة فريضة الزكاة في التنمية الاقتصادية، من بينها أن لا تستخدم أموال الزكاة لسد احتياجات الفقراء والمساكين الاستهلاكية فقط، بل استخدامها في إيجاد أدوات للاستثمار لهؤلاء الفقراء حتى يستطيعوا بدورهم أن يمتلكوا أدوات الإنتاج المختلفة التي تضمن لهم دخلا ثابتا ودوريا يسهم في سد احتياجاتهم بصفة مستمرة لتحول الفقراء من متلقين للزكاة إلى دافعين لها. ودعا إلى استخدام أموال الزكاة في إنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة، على أن تخصص هذه المشاريع لمستحقي الزكاة من الفقراء والمساكين وللغارمين وفق أسس محددة، وأن يتم اختيار المشروعات وفق دراسات جدوى اقتصادية، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية كصندوق خليفة ودائرة التنمية الاقتصادية، إذ يستمر المنتفع في الحصول على الزكاة إلى أن يبدأ المشروع بالإنتاج وتحصيل العوائد وتبقى ملكية المشروع في المرحلة الأولى للصندوق، حسب ما جاء بوكالة الأنباء الإماراتية. ولا يختلف الأمر كثيرا بعمان، إذ يوزع صندوق الزكاة وجبات رمضانية على أسر عفيفة في منازلهم في لفتة تنبه لها صندوق الزكاة منذ عامين فيما يتعلق بعدم توجه الأسر الفقيرة العفيفة النفس إلى موائد الرحمن الجماعية خوفا من كلام الناس، فقد عمل الصندوق على توزيع وجبات مرزومة يتم إيصالها إلى بيوت هؤلاء الفقراء بعيدا عن العلانية وفق جدول زمني وضعه الصندوق. ووفقا لمدير صندوق الزكاة الدكتور علي القطارنة في تصريح سابق فإن الصندوق يقوم بتوزيع نحو( 19 ألف و500) وجبة في رمضان بمبلغ إجمالي يتجاوز (56 ألف و600) دينار منها.