تساءلت الوفود الأجنبية التي حضرت اجتماعات "ملتقى القبائل الليبية" التي احتضنتها طرابلس الأسبوع الماضي، عن السر الكامن وراء غياب الزعيم الليبي معمر القذافي عن هذه التظاهرة، حيث اكتفى المنظمون بإسماع الحاضرين خطابا مسجلا للعقيد غارق في العموميات، وهو الأمر الذي زرع التشكيك في كون الخطاب قديم، خاصة في ظل تواتر أخبار حول إصابة القذافي في الهجوم الذي استهدف أحد إقاماته في منطقة "غرغور" وأودى بحياة ثلاثة من أحفاده وابنه الأصغر سيف العرب. ومما زكي الطرح غياب القذافي عن الظهور في القنوات التلفزيونية الليبية بعد القصف الذي استهدف بيته، سيما أنه عود الرأي العام على الظهور لتفنيد الإشاعات من قبيل "هروبه إلى فنزويلا".
وأفاد عائدون مغاربة شاركوا في"ملتقى القبائل الليبية" مؤخرا من ليبيا سريان إشاعات حول مقتل القذافي، في حين تحدث آخرون عن دخوله في حالة إحباط وانهيار عصبي بعد مصرع ابنه وأحفاده، ومما قوى من صحة هذه الاحتمالات إعلان منسق القبائل الليبية "الشيخ الأحول" ، أمس على قناة الليبية"تولي القبائل تدبير شؤون البلاد"، في أفق الوصول إلى صيغة تفاهم مع المعارضة، والمتدخلين الغربيين حول تعيين شخصية سياسية ليبية معتدلة رئيسا لتدبير المرحلة الانتقالية.
يذكر أن ملتقى القبائل الليبية عرف مشاركة مغاربة من بينهم عبد الصمد بلكبير عضو المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي ومنسق "الشبكة المغربية ضد العدوان على الجماهيرية" و محمد هاشم العلوي عضو الرابطة الشعبية الاجتماعية، لقبائل الصحراء الكبرى فرع المغرب، الذي ألقى كلمة في الملتقى، في حين تم استضافة بلكبير في القناة الليبية، بينما غاب عبد الله الحافظي من رابطة الشرفاء الأدارسة، عن هذا اللقاء واكتفى بتوجيه برقية تعزية إلى القذافي. وفسرت مصادر تيلكسبريس غياب الحافظي بسبب استياء الجهات المؤيدة للعقيد من اتصالات أجراها مع معارضين ليبيين في قطر.