قال الرئيس بشار الأسد "نحن تأخرنا في الإصلاح لكننا نبدأ الآن", مضيفا إن "أولوياتنا كانت استقرار سورية ثم الحالة المعيشية".وتابع الرئيس الأسد أن الإصلاح ايجابي وان هناك قانون طوارئ وقانون للأحزاب في القيادة القطرية كمسودة", مضيفا "لو لم نكن نريد الإصلاحات لما قمنا بها في 2005".أشار الرئيس الأسد إلى أن "الإصلاح ليس صرعة وعندما يكون مجرد انعكاس لما يجري في المنطقة فهو مدمر نتيجة إخضاع عملية الإصلاح للظروف الآنية". وأوضح الرئيس الأسد أن "الحزمة التي أعلن عنها يوم الخميس لن تبدأ من الصفر, وهناك حزمة أخرى لم يتم الإعلان عنها تتعلق بتوفير فرص عمل للمواطنين وقوانين سيتم عرضها على النقاش العام". وكانت القيادة القطرية برئاسة الرئيس الاسد أصدرت حزمة من القرارات في المجالين المعاشي والسياسي منها تشكيل لجنة عليا مهمتها الاتصال بالإخوة المواطنين في درعا، والإصغاء إليهم لمعرفة واقع الأحداث وملابساتها، ومحاسبة المتسببين والمقصرين، ومعالجة جميع الآثار الناجمة عنها بما يستجيب لمطالب الإخوة المواطنين المحقة، زيادة رواتب العاملين في الدولة بصورة فورية بما ينعكس إيجابا على وضعهم المعيشي، إيجاد التمويل اللازم لتأمين الضمان الصحي للعاملين في الدولة، وتوفير الإمكانات والموارد اللازمة لزيادة فرص العمل سواء لخلق وظائف جديدة للشباب العاطلين عن العمل أو لتثبيت العمال المؤقتين. كما شملت القرارات المتعلقة بالمجال السياسي وضع آليات جديدة وفعالة لمحاربة الفساد وما يتطلب ذلك من إصدار للتشريعات وإحداث للهيئات اللازمة له, دراسة إنهاء العمل بقانون الطوارئ بالسرعة الكلية مع إصدار تشريعات تضمن أمن الوطن والمواطن, وإعداد مشروع لقانون الأحزاب في سورية وتقديمه للحوار السياسي والجماهيري. وفي نفس السياق, قال الرئيس الاسد ان "محافظة درعا هي في قلب كل مواطن سوري", مضيفا ان "اهل درعا لا يتحملون مسؤولية ما يحصل, لكنهم يحملونها في محاولة وأد الفتنة". واضاف الرئيس الاسد, في كلمة له في مجلس الشعب, أن "أهل درعا أهل الوطنية الصادقة وأهل النخوة والشهامة والكرامة وسيقومون بتطويق القلة القليلة التي أحدثت الفتنة التي أرادت تقويض الوحدة واللحمة الوطنية". وتابع الرئيس بشار الأسد ان "الدماء التي نزفت هي دماء سورية وكلنا معنيون فيها, الضحايا إخوتنا وأهلهم هم اهلنا". وشهدت عدة مدن بسورية خروج مجموعات من المواطنين يرفعون بعض المطالب المعاشية ومطالب تتعلق بالحريات العامة، وكانت الأحداث قد تركزت الأسبوع الماضي في محافظة درعا التي سقط فيها أكثر من 20 قتيل منذ بدء حركة الاحتجاجات فيها، ترافقت هذه التحركات مع أعمال تخريب وحرق وقتل في أكثر من محافظة، ونسبت هذه الأعمال إلى "عصابات مسلحة وقوى خارجية تريد زعزعة استقرار سوريا"، بحسب المصادر الرسمية. وقال الرئيس الأسد ان "الحفاظ على الدور السوري يدفع إلى مزيد من التأمر على سورية". وأضاف الرئيس الاس دان "الشعب أتحدث فيكم في لحظة استثنائية تبدو الإحداث والتطورات كامتحان لوحدتنا". وتابع الرئيس الاسد "اعرف ان كلمتي كان ينتظرها الشعب السوري الاسبوع الماضي وتأخرت فيها عن عمد حتى تكتمل الصورة". واوضح الرئيس الأسد ان "التحولات الكبرى التي تعيشها المنطقة هي تحولات هامة وستترك تداعياتها على كل المنطقة ومن بينها سورية", لافتا الى ان "هذه التحولات ستؤدي الى تغيير مسار القضية الفلسطينية التي سارت عليها منذ 3 عقود من مسار التنازلات الى مسار التمسك بالحقوق". وياتي خطاب الرئيس الأسد بعد يوم على قبوله استقالة الحكومة السورية برئاسة محمد ناجي عطري، وكلف الرئيس الأسد رئيس الحكومة المستقيلة عطري بترؤس حكومة تسيير أعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة. وكان محمد ناجي عطري شكل حكومته في أيلول عام 2003، وذلك بعد قبول الرئيس الأسد استقالة حكومة محمد مصطفى ميرو، وأجرى الرئيس الأسد أكثر من 7 تعديلات على حكومة عطري في السنوات الماضية كان آخرها في تشرين الأول الماضي. وكانت مصادر سورية قالت في وقت سابق إنه سيتم إجراء تغيير حكومي نوعي في سورية، وان تشكيل حكومة جديدة سيتم خلال 24 ساعة المقبلة، دون إيراد معلومات عن من سيقوم بتشكيل الحكومة المقبلة. ويأتي قبول استقالة الحكومة في وقت شهدت فيه معظم المحافظات السورية مسيرات مليونية تأييدا للرئيس الأسد والقرارات التي اتخذها مؤخرا في المجالين الخدمي والسياسي، وذلك عقب أحداث شهدتها مدينتا درعا واللاذقية.