المذكرة 93 الخاصة بتعميم اللباس الموحد في التعليم الالزامي ابتداء من الدخول المدرسي الحالي تثير العديد من ردود الأفعال محمدية برس: محمد بدر البقالي الحاجي لا تزال مذكرة وزارة التربية الوطنية رقم 93 بتاريخ 19 يونيو 2009 الخاصة بتعميم اللباس الموحد في التعليم الالزامي ابتداء من الدخول المدرسي الحالي تثير العديد من ردود الأفعال خاصة الرافضة منها ليس للمذكرة نفسها وإنما لاتخاذ مثل هذا القرار والمطالبة بتنفيذه في فترة قصيرة للغاية، ما يجعل من إمكانية توفير الكمية اللازمة من الزي الموحد أمرا مستحيلا. وتتوقع مصادر مطلعة من الوزارة عدم تطبيق هذه المذكرة بصرامة خلال الدخول المدرسي الحالي لتجد مكانها فيما بعد تدريجيا خلال السنوات المقبلة. وترى بعض الأوساط التربوية الوطنية التي أوكلت إليهم الوزارة مهمة تدبير ودعم هذه العملية من مختلف جوانبها التنظيمية والمادية سواء على المستوى الجهوي والاقليمي أو على مستوى المؤسسة التعليمية، أنه لا يعقل أن تتخذ الوزارة المعنية هذا القرار قبل أقل من أربعة أشهر من الدخول المدرسي لتطالب بتوفير الدعم المادي اللازم لتمويل عملية تعميم اللباس الموحد ثم تحديد المدارس التي ستستفيد من العملية، بالاضافة إلى تحديد مواصفات اللباس (اللون، جودة الثوب، نوعية الخياطة...)، ناهيك عن توفير الاعداد الكافية وبأثمنة مناسبة لمجموع التلاميذ المنتمين لقطاع التربية الوطنية في سلكه الاساسي في الوقت الذي يحتاج فيه التلاميذ إلى زيين على الأقل، وذهب البعض منهم إلى التأكيد بأن المذكرة ستوقعهم في مأزق خاصة وان الدخول المدرسي غالبا ما تشوبه مشاكل أهم تستدعي صرف كل الجهد لمعالجتها من قبيل النقص الحاد في المدرسين وحجرات الدراسة والاكتضاض... هذا ودعت المذكرة 92 "جمعية دعم مدرسة النجاح" المشكلة حديثا على مستوى كل مؤسسة تعليمية إلى "السهر" على تحديد المقاييس ورفع الطلبات إلى فريق التأطير التربوي والقيام باقتناء اللباس والسهر على توزيعه على المستفيدات والمستفيدين، بالاضافة إلى "الانخراط" في عملية التعريف بالاهمية التربوية للباس الموحد داخل المؤسسة التعليمية بإشراك أطر التأطير والمراقبة التربوية وبعض الفاعلين التربويين قدر الامكان. مع ضرورة "انفتاح" الجمعية على الشركاء المحليين ومن تم تعبئتهم للمساهمة في هذه العملية التربوية. وأخيرا "تتبع" عملية الالتزام باللباس الموحد طيلة السنة. من جهتها أثارت المذكرة الوزارية اندهاش جمعيات آباء وأمهات التلاميذ التي أكد بعضها أنه قد تم تهميش هذه الأخيرة صاحبة الدور الأساسي في تفعيل مبادرة توحيد الزي المدرسي في المؤسسات التربوية. واقترحت لمواجهة هذا الوضع على مسؤولي القطاع اللجوء إلى ورشات مراكز التكوين المهني من أجل تفصيل الألبسة لتوفيرها بأسعار معقولة وفي نفس الوقت الحصول على زي رسمي لملايين المتمدرسين مثلما هو الحال في باقي دول العالم. من جهة أخرى توقع بعض العالمين بشؤون التربية استحالة نجاح العملية من الأساس في أفق إنهائها مع إنطلاق الموسم الدراسي الحالي. وكان العديد من المهتمين والمتدخلين بقطاع التربية وعلى رأسهم جمعيات أولياء التلاميذ قد حذّروا فور صدور المذكرة الوزارية من الشروع في تطبيق محتواها في الموسم الدراسي2009 -2010 قبل إبرام اتفاقيات مع ممونين يؤمّنون جلب أو صناعة العدد الهائل من الألبسة الموحدة وبالألوان المطلوبة وفقا لنوعية خياطة موحدة. وفي هذا الشأن وفي الوقت الذي دعت فيه بعض الجهات إلى تأجيل إلزام التلاميذ بالألبسة الموحدة إلى الدورة الثانية أو السنة الدراسية المقبلة، يبدو أن التخوف والقلق من عدم توفر الكمية اللازمة للألبسة الموحدة لم يكن مبالغا فيه، حيث لا تزال وبالألوان والمواصفات المطلوبة غائبة عن المحلات في العديد من جهات المملكة باستثناء البعض منها التي شرعت الأسبوع الأخير من من الشهر الماضي في عرض بعض المآزر ولكن بأعداد قليلة. في حين سجلت العديد من المحلات تأخرا في استلام طلبياتها جراء تأخر تجهيزها على مستوى ورشات الخياطة حيث أكد لنا أحد الباعة بوسط العاصمة أن طلبات أصحاب محلات الألبسة والتجار كانت متأخرة بسبب صدور المذكرة في وقت غير ملائم، الأمر الذي سيؤدي حتما -حسب المتحدث- إلى تأخر وصول العدد الكافي من الألبسة الموحدة إلى المحلات في الموعد. بينما لاحظنا من جهة الأولياء أن العديد منهم ممن التقيناهم بمحلات بيع الملابس لم تصلهم تماما المذكرة حتى أن الكثير منهم اقتنوا بدلات بألوان غير تلك المتضمنة في قرارات بعض جمعيات "دعم مدرسة النجاح" مما يوحي بظهور مشاكل عند الدخول المدرسي. علما أن المذكرة تلزم تلاميذ الطورين الابتدائي والثانوي الاعدادي بارتداء اللباس الموحد وذلك في إطار"إرساء مدرسة النجاح" وجعلها مدرسة تشع بالمحبة والتسامح وتغرس القيم النبيلة في نفوس الناشئة، وتعزز الثقة في المدرسة المغربية باعتبارها فضاء لتكريس مبدإ تكافؤ الفرص" حسب المذكرة 92. "محمدية برس" محمد بدر البقالي الحاجي e/mail:[email protected]