يعرف القطاع الإعلامي العمومي حراكا على خلفية ما يعرفه الشارع المغربي .فبعد مجموعة من الوقفات تطالب بمواكبة الإعلام المرئي والمسموع لتطلعات المجتمع المغربي، الإعلام المرئي الذي أكدت التقارير أن المشاهدين المغاربة يفضلون عليه الفضائيات العربية الأخرى ويقبلون على مشاهدتها، لقي تنديدا لم يشهد له مثيل خلال المسيرات الشعبية التي شهدتها الشوارع المغربية، إذ رفع مجموعة من المتظاهرين شعارات مضادة للتوجه السائد لدى القنوات المغربية التي تبحر في واد وهموم المواطن في واد آخر، كما تعرض صحفيو القناة الثانية لاستفزازات وصلت في بعض الأحيان إلى السب والشتم إن لم نقل الضرب كتعبير عن رفض لتوجه القناة الحالي. هاهم صحافيو وكالة المغرب العربي للأنباء يحتجون للتنديد بما آلت إليهم أوضاعهم رافعين شعارات من قبيل" وكالة وطنية لتلبية انتظارات مجتمعية وضمان التعددية"، "لا للتضليل ولا للتعتيم"."لا تغيير ديمقراطي دون إعلام حر ونزيه"، بالإضافة إلى شعارات أخرى منها ما يختزل همومهم داخل الوكالة ومنها ما يعبر عن هموم الوطن والمواطنين. هذا الحراك داخل الوسط الصحفي إن دل على شيء فإنما يدل على ضرورة التسريع بالإصلاح الجذري والشامل للإعلام حتى يكون ملبيا لحاجيات الشعب وفي خدمته وحتى يواكب تطلعات المواطنين ورغباتهم. هو احتجاج إذن لمن في داخل البيت الإعلامي الرسمي،جاء ليؤازر و يعزز الاحتجاج والرفض من الشارع، بقي على القيمين على الشأن الإعلامي تلقي الرسالة والاستجابة لها حتى يستطيع الإعلام المغربي الانخراط في الديناميكية والحركية التي تشهدها بلادنا.