أكد الرئيس الليبي معمر القذافي لنظيره الأميركي باراك أوباما، أن الشعب الليبي مستعد للموت من أجله. وأضاف القذافي في رسالة تلاها الناطق باسمه موسى إبراهيم السبت، أن "كل الشعب الليبي معي وهم مستعدون للموت من أجلي، رجالا ونساء وحتى الأطفال". وحذر القذافي الغرب من أي تدخل عسكري في ليبيا ووصف مثل هذا العمل بأنه "عدوان واضح". وقال القذافي ل"بركة حسين أوباما" كما اسماه "قلت لك في السابق أنه حتى لو دخلت ليبيا والولايات المتحدة في حرب لا سمح الله سوف تبقى بمثابة ابن لي".ووجه القذافي قوله لفرنسا وبريطانيا والأمم المتحدة وقال "إن هذا ظلم وعدوان والأمم المتحدة وفرنسا وبريطانيا ستندم إذا اتخذت خطوة باتجاه التدخل في الشؤون الداخلية الليبية". واعتبر الزعيم الليبي قرار مجلس الامن الدولي "باطلا" لعدم اختصاص المجلس بالشؤون الداخلية، كما قال الناطق باسمه اليوم السبت. وقال القذافي ان "مجلس الامن قراراته باطلة لانه ليس مختصا بالشؤون الداخلية". كما اعتبر القرار 1973 الذي تبناه المجلس يوم الخميس "عدوانا فاضحا ومخاطرة غير محسوبة العواقب". واكد الزعيم الليبي أنه "لا يمكن ان نطلق رصاصة وا حدة على شعبنا"، مشددا على انه "يقاتل تنظيم القاعدة في ما يسمونه المغرب الاسلامي". أنباء عن قتال قرب بنغازي والناتو يستعد وكانت الحكومة الليبية قد قالت السبت إن قواتها المسلحة المتواجدة غرب مدينة بنغازي، التي يسيطر عليها الثوار، تعرضت لهجوم وأضافت أن "عصابات القاعدة" شنته، مما دفعها إلى الرد "دفاعا عن النفس". وتأتي هذه التطورات في وقت تجتمع فيه القيادة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في جلسة طارئة لمراجعة الخطط العسكرية لفرض منطقة الحظر الجوي على ليبيا. وقالت وكالة الأنباء الليبية إن "العصابات الإرهابية استخدمت طائرات عمودية ومقاتلة في قصف تجمع القوات المسلحة، مما اضطر القوات المسلحة للتعامل معهم دفاعا عن النفس". وتستخدم وسائل الاعلام الليبية الحكومية تعبير "عصابات ارهابية" و "عناصر القاعدة" لوصف القوات المعارضة لنظام حكم الزعيم الليبي معمر القذافي. واعتبرت الوكالة هذا الهجوم "انتهاكا صريحا لمنطقة حظر الطيران المفروضة من مجلس الامن". وقالت إن القوات الليبية "تحذر القوات المسلحة العصابات الإرهابية من مغبة اعمالها وتدعو سكان مدينة بنغازي إلى عدم اتاحة الفرصة لهؤلاء الشراذم"، حسب تعبيرها. واكد نائب وزير الخارجية الليبي، لبي بي سي، ان القوة الجوية الليبية توقفت عن العمل، وأن وقف النار يطبق بشكل حرفي وحقيقي ومتماسك. على الصعيد الدولي من المنتظر أن تصدر قيادة الناتو أوامر للبدء في تطبيق منطقة الحظر الجوي خلال ساعات. وقال مسؤولون في الحلف إن هيئة اركان الناتو تضع اللمسات النهائية لنشر العشرات من القاذفات المقاتلة والدبابات وطائرات الهليوكوبتر وطائرات الاستطلاع في عدد من القواعد الجوية على امتداد منطقة جنوب البحر المتوسط. في هذه الأثناء تعقد قمة في باريس السبت تضم قادة عربا وأفارقة وغربيون حول آفاق العمل العسكري المحتمل ضد قوات القذافي. ومع تصاعد التحرك السياسي والعسكري على الصعيد الدولي، أوردت الأنباء أن قوات القذافي تستمر في التقدم نحو بنغازي السبت، في تحد للمطالبات الدولية بوقف فوري لاطلاق النار، مجبرة قوات المعارضة على التراجع. وقال ناطق باسم قوات المعارضة إن قوات القذافي دخلت المدينة بالفعل، في حين قالت بعض وكالات الأنباء إن المعارضون شرعوا في إقامة حواجز وعراقيل اسمنتية للدفاع عن مواقعهم، إلاَّ أن الحكومة تنفي وجود قواتها قرب المدينة. كما أفادت أنباء بأن قوات القذافي بدأت صباح السبت قصفا لمدينة بنغازي معقل المعارضة شرقي البلاد. وقالت (بي بي سي) إن دوي الانفجارات ونيران مضادات الطائرات سمع منذ ساعة مبكرة من صباح السبت في المدينة. وأكدت أن هناك أنباء عن إسقاط طائرة حربية في بنغازي، وسط تقارير غير مؤكدة عن توغل قوات موالية للقذافي في أطرافها. وترافق دوي الانفجارات مع أصوات تحليق مقاتلات بحسب ما نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان، واكدت الوكالة أن الطائرة التي تحطمت كانت تحلق استعدادا لقصف هدف على ما يبدو ولكنها أسقطت على الفور مخلفة سحابة هائلة من الدخان الأسود. وأشارت تقارير إلى عمليات قصف جوي ودوي انفجارات جنوب غربي مدينة بنغازي، المعقل القوي للثوار، رغم إعلان نظام طرابلس الهدنة الجمعة، في الوقت الذي يستعد فيه الغرب لتطبيق القرار الدولي 1973 بفرض حظر جوي فوق ليبيا. وأسقطت الدفاعات الجوية في المدينة طائرة مقاتلة شوهدت وهي تهوي محترقة في المدينة، التي تعد ثاني أكبر مدن ليبيا، ومقر قيادات "الثوار" الذين تصدي لهم القذافي بحملة قمع دموية فور انتفاضة انطلقت في 17 فبراير/شباط نادت برحيله بعد 42 عاماً من الحكم. ولم يتسن التأكد بصورة فورية إذا ما كانت الطائرة الحربية تابعة لكتائب القذافي فيما يعد انتهاكاً للهدنة التي أعلنها نظام طرابلس الجمعة. وتعهد "الثوار" الذين دحرتهم كتائب العقيد الليبي، معمر القذافي، عن مدن وبلدات سيطروا عليها في مطلع "الثورة" بالاستماتة في الدفاع عن بنغازي. وتأتي التطورات الميدانية تزامناً مع انعقاد اجتماع دولي في العاصمة الفرنسية، باريس، السبت، لمناقشة سبل التحرك قدماً في حماية الشعب الليبي بما يتفق وقرار مجلس الأمن الدولي. ومن المقرر أن يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وزعماء أفارقة وعرب للتباحث حول القرار. وفي الأثناء، أعربت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيليه عن القلق البالغ بشأن احتمالات قيام القوات الموالية للحكومة في ليبيا بعمليات انتقامية ضد المعارضة. وأبدى روبرت كولفيل، المتحدث باسم بيلاي، الجمعة، قلق المفوضية البالغ بشأن احتمال أن تلجأ الحكومة الليبية إلى أسلوب العقاب الجماعي ضد المعارضين. وشدد كولفيل على ضرورة حماية المدنيين في ليبيا، وقال في مؤتمر صحفي في جنيف "هناك حاجة ملحة لحماية المدنيين في ليبيا، إن قرار مجلس الأمن الدولي هو تعبير مهم عن التزام المجتمع الدولي بمسؤولية حماية المدنيين." وكانت ليبيا قد أعلنت الجمعة وقف إطلاق النار وأنها ستعمل على استدعاء مراقبين دوليين لمرافقة الهدنة. وقال نائب وزير الخارجية الليبي، خالد الكعيم، إن بلاده سوف تستدعي مراقبين من كل من الصين ومالطا وألمانيا وتركيا لمراقبة وقف إطلاق النار على الأرض، مشيراً إلى أن الباب مفتوح لأي دولة لترسل مراقبين أيضاً. وقال "سنناقش مع المراقبين الدوليين انسحاب قواتنا وإعادة انتشارها خارج المدن"، مشيراً إلى أنه "لا نية لقوات بلاده العسكرية لدخول بنغازي، كل العمليات المحدودة لم يقتل فيها أي مدني بل عناصر من رجال الأمن أو العصابات، ونفى الكعيم وجود أي جثث لمدنيين في شوارع مصراتة. (سي إن إن)