السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا سيدة متزوجة، ومشكلتي أنني أعاني كثيرا من صمت زوجي، فهو إذا دخل البيت اختلى بنفسه، وعكف على قراءة الجرائد أو الأنترنيت أو متابعة التلفاز. وحتى إن تكلم فلا يعدو كلامه أن يكون مجرد طلبات وأوامر. من فضلكم أرشدوني كيف أتعامل مع هذا الوضع؟ احذري قول: أنت تخبئ عني شيئا أرى سيدتي أنه قبل التنقيب عن وسائل علاج صمت الزوج يجب البحث عن أسبابه الظاهرة، وهذه مهمة الزوجة، إذ هي من تعيش معه مختلف أطوار يومه وليلته. فقد يكون من أسباب عزوفه عن الحديث الاستهزاء من كلامه، أومقاطعته، أوإصدار أحكام جاهزة قبل كلامه، أوإشعاره أنها تفهم الأمور أفضل منه.. أما فيما يخص علاج صمته فيرجع إلى ضرورة إدراك الفروق السيكولوجية بين الجنسين، الرجل والمرأة، ومن ثم استحداث فهم يؤدي إلى جلوس يرعى ويضع في الحسبان تقدير الذات والكرامة الشخصية. من ذلك أن الرجل حينما يتكلم في البيت لا يتكلم إلا بهدف ومقصد محدد، جلبا للمصلحة، أو إثباتا للذات، أو للتحقق من واقعة بعينها. وحتى حين يتكلم فهو يختار كلماته بعناية ودقة، بحيث يقول الكلمة ويعنيها بذاتها، لذلك إذا ما اعترض زوجك أمر أو ألمت به نازلة فلا تعيبي عليه أن يلجأ إلى الصمت وتفضيل الخلوة بنفسه. إياك أن تصري عليه ليتكلم، فقد لا يزيده ذلك إلا توترا. يحسن بك حينها أن تبعدي العبارات الآتية من مثل: أخبرني، أنت تخبيء عني شيئا، أنا أشك في حبك لي، ألست زوجتك؟ ... احترمي وقدري حاجته النفسية للتفكير بصمت وهدوء، مانحة إياه الثقة والفسحة للاستقلال الذاتي. تلطفي معه، وعبري له بأشكال شتى أنك تحترمين شعوره وتهتمين لأمره. لا تعاتبيه أو تلوميه، وإن رأيت منه إصرارا على الصمت فاطلبي - بأسلوب تشويقي - وقتا آخر لمحاورته. أما إن كان سمته ودأبه وسجيته الصمت في كل أحواله، داخل البيت وخارجه، فأرى أن الأجدر والأنفع إحالته إلى معالج نفسي.