في ثنايا الأطلس المتوسط بين مكناس والرشيدية، توجد ميدلت، المدينة الصغيرة ، لكن الرائعة ، الواقعة على ارتفاع 1521 مترا والتي تم إحداثها منذ سنة 1917. وقبل فترة الحماية كانت ميدلت عبارة عن مجموعة من القصور الممتدة على طول واد أوطاط حيث كانت تقطن أغلبية أمازيغ آيت زدغ، كما كانت معبرا استراتيجيا في الطريق الرابط بين وسط سجلماسة بالجنوب ومكناس بالشمال. وخلال فترة الاستعمار، أخذت المدينة في التوسع بارتباط وثيق مع نمو النشاط المنجمي (الرصاص) الذي تم اكتشافه وشرع في استغلاله منذ 1939 على مستوى منجمي ميبلادن وأحولي. هذان المنجمان، اللذان توقف استغلالهما منذ 1974، شكلا أساس ونواة اقتصاد المدينة واستقطبا يدا عاملة هامة من مختلف مناطق المملكة. التفاح : شهرة المدينة لقد أضحت مدينة ميدلت، المحاطة بالعديد من القرى الفلاحية، والسياحية ومواقع الاستغلال المنجمي والتي أصبحت إقليما ابتداء من مارس 2010، منذ زمن طويل مركزا فلاحيا كبيرا يقوم أساسا على استغلال أشجار التفاح التي تشكل مفخرة سكان المنطقة وشهرة المدينة. لذلك فإن ميدلت تدين بشهرتها ، بالخصوص ، لموسم التفاح الشهير الذي يتم تنظيمه في أكتوبر من كل سنة ، والذي يشكل مناسبة لتسويق هذا المنتوج الهام والنهوض بهذه المنطقة ذات المؤهلات السياحية المختلفة علاوة على اكتشاف جمال وروعة هذه المدينة المتعددة الملامح. وعلى طريق تافيلالت، تعد ميدلت منطقة سياحية غنية بجمال طبيعتها الجبلية وساكنتها المتميزة بعفويتها وحفاوتها البالغة. وتختزن المنطقة موقعا سياحيا ذي جاذبية منقطعة النظير، يعرف باسم جعفر والذي يتيح للزائر إطلالة رائعة على سفح جبل العياشي. ويساهم هذا الموقع كقطب سياحي مشهور لدى زوار المنطقة منذ أمد بعيد، في شهرة المدينة ، خاصة لدى عشاق جولات المشي والسياحة الرياضية والجبلية. كما تزخر المنطقة بمواقع أخرى جذابة ذات جمالية طبيعية كبيرة، كآيت بن عزو، وبرطاط، وعين زريويلا، وسيدي سعيد ، فهذه الأماكن المضيافة الرائعة تختزن كنزا لايقدر بثمن ، إنه سحر جمال الأطلس المتوسط. كما أن شموخ أشجار الأرز وعبير الأشجار المثمرة والغطاء النباتي المحلي في هذه الأماكن يثير جميع حواس الزوار وحماستهم. ميدلت، حد فاصل بين عالمين على المستوى الجغرافي والمناخي والثقافي والإثني، تعد ميدلت الحد الفاصل بين فضاءين شديدي التميز، وهما الأطلس المتوسط وتافيلالت، دون أن يعني ذلك بالضرورة قطيعة بينهما ، بل على العكس من ذلك فإن الزائر يشعر باستمرارية تجعله ينتقل من نمط حياة إلى نمط آخر، ومن طبيعة إلى أخرى ومن مناخ إلى آخر، دون أن يصطدم بأي حاجز .