رغم موقعها الاستراتيجي وتواجدها على الطريق الوطنية رقم 13 باتجاه كل من مدينة الريش و الراشيدية من جهة و أزرو ، مكناس وخنيفرة من جهة أخرى ، فإن مدينة ميدلت التي تتوفر على أزيد من عشر صيدليات، و بساكنة تفوق 44780 ألف نسمة، لا تتوفر على خدمة المداومة الليلية للصيدليات . فبالأمس عاين مراسل ميدلت أونلاين مسافرا يقود سيارته برفقة أفراد من عائلته، كانوا في طريقهم من مدينة الراشيدية إلى العاصمة الرباط ، قبل أن تسوء حالة ابنته المريضة بداء السكري ، ليقرر التوقف و البحث عن صيدلية للحراسة الليلية بغرض اقتناء دواء تستعمله ابنته في مثل هذه الحالات، تاه الرجل بشوارع المدينة و هو يبحث عن صيدلية مداومة، قبل أن يتوقف بأحد المقاهي و يسأل أحد الشبان ( الله يخليك أخويا ..كاين شي فرمسيان ديال الليل ) ، ليجيبه الشاب ( لا ما كاينش ما دايرينش المداومة عندنا .. بصح غدي نوريك واحد الفرمسيان دق عليه في الباب يمكن يخرج يعطيك الدواء ) ، أرشده الشاب إلى صيدلية بوسط المدينة، لكن و بعد مرور حوالي ربع ساعة عاد المسافر بدون دواء، ليقرر الشاب مرافقته على متن سارته نحو الصيدلية المعلومة ، لكن و رغم تعبهم من دق أبوابها .. فلا مجيب ، ليقرر المسافر الذي اختلطت عليه مشاعر الغبن و الحسرة استئناف طريقه باتجاه مركز زايدة عسى أن يجد صيدلية حراسة مفتوحة . ليست هذه هي الحالة الوحيدة ، بل هذا هو الواقع المر الذي تعيشه مدينة ميدلت ، حيث لا يتمكن المواطن من الحصول على الأدوية الضرورية في أوقات الليل، سيما في الحالات الصحية الطارئة التي قد تصادف الساعات المتأخرة من الليل، وبعد أن تكون جميع الصيدليات الموجودة بالمدينة قد ( أغلقت ) أبوابها وبقي المواطن تائها لحاله ، يواجه مرارة هذا الفراغ أو بالأحرى الحرمان الناتج عن انعدام صيدلية ليلية بالمدينة، كأقل ما يجب أن يتوفر للسكان من خدمات ذات النفع العام . فمن المسؤول عن هذه المهزلة ؟ علما أن ساكنة المدينة لطالما اشتكت من هذا المشكل الذي بات يؤثر سلبا على صحة و سلامة المواطنين و الذي أصبح يمثل بحق وصمة عار في الجبين ، حيث اعتبر العديد من المواطنين أن الأمر بسيط و يعد شأنا داخليا يدخل ضمن اختصاصات السلطة المحلية و المجلس البلدي ، بصفتهما الجهتان المسؤولتان على تدبير مصالح المواطنين ومتطلباتهم ، وهي مدعوة إلى إعادة فتح هذا الملف من جديد ومناقشته مع الأطراف المعنية، خاصة مع الصيادلة أنفسهم تمهيدا لرفع هذا الحيف وهذا الاستثناء الذي تمر به المدينة في مجال الخدمات الصحية بحلول أوقات الليل. إنه مجرد تذكير.......وفي الذكرى منافع جمة لأولي الألباب.