إن الحديث عن سيدي المشهور يستدعي بالضرورة التعريف بقريتي إكلي و أنفركال أولا، وثانيا التطرق إلى بعض الطقوس التي تجري بكل من سيدي المشهور و سيدي كو... بغية إزالة الغبار عما لا تعرفه العامة من الناس و تنوير الرأي العام. قرية إكلي تتمحور بين قريتي أموكر و تبريجاتَ، و تتواجد على الطريق المؤدي من الريش إلى إملشيل، بينما قرية أنفركال تتواجد بجماعة أيت يحيى ،إنهما قريتين يطالهما النسيان في جميع النواحي و يعانيان من الإقصاء و التهميش ...،و مما لا شك فيه أنقرية إكلي يتواجد بها ضريح منذ غابر الأزمان يحمل إسم سيدي المشهورالحامل لدلالات رمزية و معاني ثقافية متعددة لم يعرفه إلا من نبش في التاريخ و التاريخ نفسه، و بذلك ارتأينا إلى أن نخرج هذه المقالة إلى أرض الواقع أولا للتعريف بكل ما يحيط بضريح سيدي المشهور المنهار حاليا ليس بالفهم الميكانيكي بل بالفهم الجدلي التاريخي، بالإضافة إلى العديد من الأضرحة التي يطفو عليها طابع القدسية عند الساكنة إبان الإستعمار و النموذج من ضريح مولاي ابراهيم بقرية تسامرت بالإضافة إلى سيدي علي و عمر بتزارين زيادة على سيدي المشهور بإكلي ثم سيدي كو بأنفركال؛ جلها إذن مواقع تتكامل فيما بينها في لحظات تسود فيها أجواء السب أو الشتم أو كلما تعلق الأمر بالسرقة أو العربدة أو غيرها من السلوكات الغير المرغوب فيها، لحظات لا تعترف فيها الساكنة لا بالمحاكم و لا غيرها. بناءا على العديد من الكتابات الأنتروبولوجية التي تمحورت حول الأضرحة و الطقوس التي تلعب دورا رياديا في حل مشاكل الناس و طابع تقديسها ويمكن هنا الرجوع إلى كتابات روني باصي المنصبة حول المغارات و الأضرحة بشمال إفريقيا، حيث يمكن إسقاط ما قاله هذا الأخير على جل هذه المواقع المذكورة انفا إذ أن مختلف الأضرحة تلعب دور القاضي في الفصل بين المواطنين بمعنى يلجأون إليها قصد تأدية القسم في حالة سب أو شتم عائلة أو فرد حينئد يكون المظلوم اختار للظالم أن يؤدي القسم في أحد الأضرحة الأربعة و يكون الظالم مرفوقا بخمسة أفراد لتأدية القسم من أجل تبرئة نفسه من الأفعال المنسوبة إليه. أما للسرقة أو دخول البيت لها طعم خاص و حكاية مخالفة من السب و الشتم، حيث يتطلب الأمر إحضار عشرة أشخاص من طرف الفرد الذي نسبت إليه تهم السرقة أو دخول البيت لتأدية القسم هدف تبرئته من هذه التهم . و في حالة رفضهم تأدية القسم يتم إحضار عشرة أخرين شريطة أن يحضر المتهم أضحية (خروف). و لقد سبق و أن وقع هذا مرارا و تكرارا.و هذه الحكايات كانت في أيام كان الإستعمار بالمنطقة إلى حدود خروجه و تسمى بأزرف أي القوانين العرفية.