أغاربعض من موظفي مصلحة الكهرباء بالريش، على بلدة كرامة،صبيحة يوم الثلاثاء 21 أبريل، و شرعوا منذ بكرة أبيهم ،- و دون سابق إنذار- في قطع التيار، عن أزيد من 200 مستهلك،تخلفوا عن تسديد ما بذمتهم ، خلال الشهرين المنصرمين..وقد أخدت الأمور منحى دراميا، طبعه الإحباط و التشنج ،حين تقاطر المتضررون ،على الوكالة التجارية المعنية باستخلاص المستحقات، و التابعة لأحد الخواص، و تجمهروا حول الكهربائيين،لاسيما بعد أن أخبرهم هؤلاء بأن عليهم أداء ذعيرة 110 دراهم، قبل الحديث عن إرجاع التيار، أو التوقف عن المضي قدما في إزالة مزيد من العدادات، وهو ما لم يتم- من حسن الحظ - بعد أن تدخلت جهات عليا على ما يبدو..... كم كان المشهد محزنا و مخجلا-عقب ذلك- حين ارتمى مالك محطة المحروقات الوحيدة في المنطقة، أمام عجلات سيارة المكتب الوطني، متوسلا و ومناشدا، لكن ذلك لم يؤثر و لو بمثقال ذرة على قسوة المسؤول و إصراره ، رغم أن المغلوب على أمره، سقطت من يده المرتعشة أوراق نقدية كافية لأداء مبلغ الفاتورتين.... مما حذا بأمين سيارات الأجرة الكبيرة إلى التدخل محذرا من أن المنطقة برمتها ستصاب بالشلل ، في حالة توقف المحطة عن العمل...أما أغرب لقطة ميزت بدورها هذا اليوم المشهود، فهي لما جاء مواطن آخر يستفسر أهل الكهرباء عن 30درهما، بذمة مصلحتهم ، وعما إذا كان عليه هو كذلك أن يعاقبها كما تفعل للمواطنين ، أم أن ما هو حلال عليها ، حرام على الشعب. فأجابه المسؤول بأن عليه التنقل إلى مدينة الريش، لتسوية وضعيته، متناسيا مصاريف النقل و المأكل، في الوقت الذي يستفيد فيه هو من سيارة الدولة و من التعويضات..... إن من حق مسؤولي المكتب الوطني ،بل من واجبهم أن يحافظوا على مالية مؤسستهم ، و من المنطقي جدا أن يمنعوا تيارهم عن كل من لم يلتزم بتأدية ثمن ما استهلكه، لكن من حق المواطن أيضا، وفق كل القوانين و الأعراف، أن يطرح هذه الاستفسارات ، ذات الصلة بحقوقه اامهضومة ، من قبل مؤسسة ضخمة ، صماء و بكماء ، لا تعترف سوى بما لها : لماذا تركت إدارة الكهرباء الحابل على النابل منذ سنوات، حتى ألف المستهلك عدم تأدية فواتيره في الآجال المحددة ؟ لماذا دأبت على استعمال أبواق المساجد، لإخبار الناس بانقطاعات الكهرباء ، و لم تجرؤ و لو مرة واحدة على دعوتهم من خلالها لأداء ما عليهم ، علما بأن غالبيتهم مرتبطون بالمداشر و المرتفعات ؟ لماذا تطلب مساعدة شباب القرى لتوزيع الفاتورات، و البقالين لاستخلاصها ، ولا ترحم أحدا حين يتعلق الأمربرغباتها ؟ لماذا شيدت بناية بمئات الملايين، على أرض منحت لها منحا من لدن السلاليين، و تركتها حاليا خاوية الوفاض، تنعق فيها الغربان ؟ ألا تستحق كرامة، و لو موظفا واحدا ، يلتجئ إليه المستهلكون المهلوكون ؟ لماذا لا يلتفت أهل الإنارة إلى معاناة المستفيدين من الكهرباء بالبطائق، و الذين يضطرون للتنقل إلى مدينة الريش غير ما مرة ؟ لماذا لم تصدر عن المكتب الوطني، أية إشارة إيجابية حيال الأضرار الناجمة عن الانقطاعات الغامضة، و عن البرق ، كما وقع مؤخرا بقرية تيط نعلي،حيث تعرضت تجهيزات السكان للتلف و الضياع ؟