لقد عملت أمريكا ومن والاها من إضعاف دولتين قويتين " بالشرق الأوسط " و ذلك بخلق نزاع بينهما ، و هو نزاع مفتعل ، أدى إلى نشوب حرب بينهما دامت ثمان سنوات و كان الهدف هو سيطرتها على المنطقة و الحفاظ على مصالحها فيها ، لقد ضعفت الدولتين و تحقق الهدف ، و لكن إحداهما شرعت في تقوية مقدراتها شيئا فشيئا إلى أن تمكنت من تخطي الصعاب و سلك سبيل التقدم و الرقي و الرفع من مستواها الاقتصادي و الاجتماعي مما أثار حفيظة سيدة العالم فأخذت تحرض دول المحيط و ترهبها و تخيفها من بعبع قد بدأ يطفو على ساحة المنطقة و تحذرها من خطره على جميع دول الجوار ، فأخذت السيدة المذكورة في حشد تأييد عدد كبير من هذه الدول من أجل خلق حلف مؤيد للدخول في حرب مع هذه الدولة " المارقة " ، ولكن لا بد من توجيه تهمة لها كذريعة قبل تدميرها ، و التهمة معدة سلفا ضمن استراتيجية الهيمنة و بسط النفوذ على المنطقة : إن هذه الدولة الممانعة تمتلك سلاح " الدمار الشامل " الذي لم يتأكد وجوده إلى يومنا هذا ، شن الحلف بقيادة سيدتهم الحرب من قواعد منتشرة في كل الدول المؤيدة الموالية لأمريكا ، حربا دروسا أحرقت الأخضر و اليابس ، فرضت ، منذ انتهائها عقوبات لا تطاق و حصار لا يتصور ذهب ضحيته العديد من الأطفال الأبرياء قتلى في دولة كانت من أغنى دول المنطقة قبل العدوان عليها ، بعد ذلك بعدة أعوام دخلت الجبارة الحرب مع هذ الدولة المنهكة الضعيفة فشتت شملها وشردت شعبها و اعتقلت رئيسها بأيد معروفة و تم شنقه بتهمة ملفقة ، شكلت دولة مغايرة للأولى موالية للسيدة المحترمة ، بقيت حشود جيوشها في المنطقة لحماية أنظمتها ، دمرت ما دمرت و قتلت ما قتلت ، و لكن وقع ما ليس في الحسبان ، ظهور مقاومة شرسة ضد المحتلين مما اضطرهم في الأخير إلى سحب جيوشهم وهم يجرون ذيول الانهزام و الذل فتركوا البلاد في حروب طائفية لا زالت رحاها تدور إلى الآن .. تلك هي سياسة المصالح التي لم و لن تنجح أبدا ما دام هناك رجال متمسكون بحقوقهم المشروعة و مستعدون للمقاومة و النضال من أجل كرامتهم و عزة وطنهم و حضارة أجدادهم .. لا يمكن للحق أن يزهق من أصحابه ، لأن الحق يعلو و لا يعلى عليه ، و هذه سنة الله في خلقه و لن تجد لسنة الله تبديلا . قال تعالى : ( وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين