معظم الشعوب العربية تربطها أواصر المحبة و الإخاء لا فرق بين جزائري و مغربي و تونسي و ليبي .... هم إخوة من المحيط إلى الخليج .. و لكن شعار " فرق تسد " الذي رفعته السياسات المتبعة في هذه البلدان هو الذي فرق هاته الشعوب و شتت شملها.. نعم سياسات ممنهجة الغرض منها بالأساس هو تمزيق الروابط المتينة الموجودة بين الشعوب كي لا تتحد و تجمع شملها فتصبح قوة كبيرة و تنقلب على ساستها لتأخذ قرارها بنفسها و تحكم نفسها بنفسها بنهج الديمقراطية الحقيقية و القضاء على الانتهازيين الذين فقروا الشعوب و نشروا في أوساطها الجهل و الأمية و الفساد التي تنخر في جسم الأمة منذ أمد بعيد . تلك السياسات المقيتة التي تريد للشعوب أن تبقى متخلفة عن ركب الشعوب التي و صلت من الرقي و الازدهار ما وصلت إليه نتيجة نهجها للديمقراطية الحقيقية التي ناضلت من أجلها ، و هاهي تأكل من ثمارها .. لقد أصيبت معظم الشعوب العربية بالوهن و استسلمت للاستبداد الذي يمارسه لوبي قديم عميق الجذور و الذي نشأ منذ " الاستقلال " و لا زال يثبت أقدامه من خلال استراتيجية و خطة محكمة تجمع بين الخدع و مرواغة الشعب تارة و الضغط عليه تارة أخرى برفع أسعار المواد الأساسية و تهميش شرائح عريضة من الشعب و تعطيل أبنائها و فتح أبوب الفساد على مصرعيه من رشوة و اختلاس أموال الشعب بشتى الطرق و توظيف الموالين في مناصب عمومية مختلفة و ترك أبناء العوام يعومون في برك الفقر و البؤس و الحرمان . قال الشاعر العراقي معروف الرصافي في قصيدته المشهورة : يا قومُ لا تتكلموا إن الكلامَ محَرّمُ ! ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوّم ! وتأخروا عن كل ما يقضي بأن تتقدموا ودعوا التفهم جانبًا فالخيرُ أن لا تفهموا وتثّبتوا في جهلكم فالشر أن تتعلموا أما السياسة فاتركوا أبدًا وإلا تندموا