حزب العدالة و التنمية كان يلبس قناعا دينيا مقدسا أوصله الى رئاسة الحكومة بأصوات كثير ممن خدعوا و صدقوا أوهامه و انبهروا بعباءتهم الدينية التي كانت تفوح منها رائحة المسك المزور و عبارات اخوانية بعد وقبل كل صلاة أمام المساجد التي انطلقت منها كثير من التظاهرات بل وحتى مسيرات فاتح ماي. لم يكن من السهل نقد الحركات السياسية الدينية من قبل لأنها كانت تختفي وراء الشعارات العامة المجردة و المغلفة خطابها السياسي بكثير من لفافات الاقوال و التعابير الدينية و المستعصية على غير الفكر التاريخي النقدي كشف الغطاء عن جوهر و نواة هذا الخطاب الاجوف الذي سرعان ما يتبخر و يجد نفسه ممارساتيا في معسكر الليبرالية المتوحشة في أشد اشكالها همجية وبتحالف مع كل الشياطين بجرأة لا مثيل لها و في تحد لكل الاخلاقيات المفترضة و هو الذي كان يعتبر نفسه سيد الاخلاق . اتهم غيره بكل صفات اللصوصية وانتهى به الامر الى عقد قران معهم . اعتبر نفسه صديقا للفقراء وجيش كثيرا منهم تصويتا له وانقلب عليهم انقلابا ، تفقيرا و تشديدا للخناق عليهم وقضى على كل امالهم في تحسين مستواهم المعيشي ،بل سخر منهم: "المغاربة كي قنعوا باللي كاين أوك يخرجوا يضربوا الطر". كشر أنيابه على الطبقات الوسطى وأقسم أن يعيدها الى أصولها و يلحقها بصفوف الفقراء ، سخر من جيوش المعطلين، وصف مطالبهم بخلل في ادمغتهم. تأسف و تحسر عن كل الزيادات السابقة في الاجور بل شرع فعلا الى اعادة سحبها بيده اليسرى. مكر مكرا بإعلانه بهتانا الزيادة في الحد الادنى للأجور في الوظيفة العمومية وضلل تضليلا حينما أعلن الزيادة ب 5% من أجور القطاع الخاص وهو يعلم أنه لا يتحكم في ذلك القرار. ارتمى ارتماء بين أحضان الباترونا في سياسة ليبرالية متوحشة مطهرة من أي بعد اجتماعي. فهل سقط القناع الديني عن السياسي الليبرالي المتوحش؟