واتى خالي حسب الميعاد وهو لا يكف عن الاطراء وامي فرحة مجددا فخالي اخيرا وجد ليلى الصالحة وامي تستعد للرحلة ثانية لطلب يد ليلى..فقد اكد خالي هده المرة اننا لن نندم ابدا فالعائلة المختارة عائلة مناسبة جدا وسمعتها طيبة كما ان العروس لا تتجاوز العشرين من عمرها ودات ثقافة متوسطة وهي ربة بيت بامتياز لا خروج ولا دخول في انتظار قيس كما ان اباها ميسور الحال ولا يرغب في شيء سوى ان تتزوج بناته وهن ثلاث وهده اكبرهن وهو جاهز لكل الطلبات ولا يريد شيئا سوى سعادة بناته....وتحمست امي وهي تعد العدة من لوازم الخطوبة فقد حدد خالي موعدا مع اب العروسة لزيارتهم ..وامي تحلم ثانية بدخولي القفص الزوجي والاحفاد وانا انظر اليها مشفقا على حالها وعيناها دامعتان وهي تدعو الله يكمل بخير هاد المرة وانا لا استطيع ان اعصي لها امرا فهي امي وانا ابنها الوحيد الدي سهرت الليالي على تربيتي والعناية بي وحرصت على ان اكمل تعليمي وكان حلمها الكبير ان اصبح طبيبا كاخيها اي خالي كما ان اختي الوحيدة التي لم تكمل دراستها لزواجها المبكر من ابن خالي جعل امي تامل في ان اصبح مثلا اعلى واحقق حلمها الكبير في حصولي على مركز مهم ..ورغم دلك فهي تحب دوما ان تسيطر علي وعلى افكاري وشخصيتي وتصر دوما ان تسير حياتي وان كانت امية فهي دكية جدا وشخصيتها قوية على خلاف ابي الدي لا يعارضني في شيء ويترك لي حرية التصرف كما ينصحها بعدم التدخل في حياتي الشخصية..الا ان تاخيري في الزواج بعد صدمتي الكبرى في تخلي ليلى عني وهجرتها جعل امي تحاول بشتى الوسائل ان تدخلني القفص حسب هواها وتختار لي ليلى تعجبها دون ان تترك لي حرية اختيار ليلى تناسبني..وانا لا اطيق ان اغضب امي ..واتفادى مناقشاتها الحادة وسلاحها المدمر ادا ابديت عدم قبولي لراي من ارائها فليس في فمها سوى "ها السخط ها الرضى" وانا اسعى دوما الى كسب رضى امي ولو على حساب سعادتي...لاباس يا امي كل شيء جاهز انت المسؤولة عن كل شيء وانا راضي بقراراتك واختياراتك ولا مكان لثقافتي او مركزي او تحضري وتحرري امام سلطتك وسلاحك "السخط والرضى" الدي اخاف انفجاراته....واستقبلونا بحفاوة لا مثيل لها فهم يقطنون خارج المدار الحضاري في ضيعة كلها اشجار وظلال ..ونسيم عليل ..واتضح ان الاب له زوجتان تعدر علينا ملاقاة احداهما لكونها مريضة لا تغادر الفراش ..وخادمة تقوم بالخدمة علينا وامي تتوسط الصالون الى جانب خالي واب العروس وهو مسترسلون في احاديث متنوعة لتنضم الينا الزوجة الثانية وهي لا تزال صغيرة في السن كما انها ام العروس وبعد تقديم الشاي والحلويات دخلت العروس جميلة وعادية ببدلة رياضية لا يبدو عليها اي ارتباك او اهتمام...لتسلم على الجميع سلاما باردا ..وبرفقتها اخوتيها...واخدت مكانها بجانبي لتحدثني بكل حرية وطلاقة ..مما شجعني انا ايضا على محاولة التعرف عليها ونحن نرشف فناجين الشاي...فاخبرتني بمستواها الدراسي وهواياتها..وامي تختلس النظر الينا فقد اعجبها انسجامنا في الحديث وهي على ما يبدو تحبد حرق المراحل وربما تفكر في القيام بالاجراءات في اقرب وقت ...وكان اب العروس هو الاخر فرحا جدا فافتخار خالي بي واطراؤه وهو يتفنن في عرض مؤهلاتي ومميزاتي وكوني عريس ما منو جوج لا ادخن ولا اشرب خمرة ولا اسهر ولا علاقات لي احب العمل وداخل سوق راسي ..كل هدا جعله هو الاخر في لحظة يطلب من ابنته ان تخرج معي في جولة عبر الضيعة حتى يتسنى لنا الحديث بحرية عن مستقبلنا معا ونتعرف على بعضنا اكثر ..وخرجنا وانا احاول ان اكتشف نواياها واحلامها وشروطها في الاقتران بي املا في تحقيق رغبة امي والدخول الى القفص في اسرع وقت وربما الانجاب ايضا...لاسيما واني جاهز ولدي امكانيات واقطن وحدي ايضا فلدي بيت جميل وسيارة فاخرة ..وانا الان في اجازة اتمنى الا تنقضي قبل ملاقاة ليلى..اي ليلى ..وانا اعلم جيدا اني لن اجد ليى تشبه ليلاي ابدا مهما طال بحثي ...ولكني اكراما لامي سارضى باختيارك يا امي...اريد رضاك امي..لن ارفض لك طلبا ايتها الغالية...وليلى هاته رغم صغر سنها ورغم ثقافتها المحدودة ورغم احلامها ..فهي تحلم بالخروج من الضيعة..تحلم بالدهاب الى اوروبا..تحلم بالعمل كمضيفة طيران..تحلم بالاستقلال ..فعلى حد تعبيرها تختنق في هده الضيعة وتشعر بالعجز لان اباها يتحكم في مصيرها ومستقبلها ويرغمها على الزواج...وفجاة يرن هاتفها لتتنحى جانبا وهي تجيب على الهاتف وكانت المكالمة من شخص ويبدو الحديث بينهما حميميا فهي تخبره انها لم تتطرق الى الموضوع معي بعد وهدا يدل على كون الحديث يخصني...لتعود الي بعد انهاء المكالمة وتستجمع شجاعتها وتخبرني انها على علاقة باحد زملائها القدامى بالمدرسة وانها تحبه ويحبها كما انهما يلتقيان كلما سنحت لهما الفرصة..وسكتت قليلا لتردف بانها لم تعد عدراء وان حبيبها من افتض عدريتها حتى يتسنى له الزواج بها وانها تمارس الجنس معه كلما التقيا وكانهما في حكم المتزوجين..ولم اتوقع ان تتحدث معي بهده الجراة كما اني اعجبت بصراحتها وهي تتوسل الي الا افضح امرها وان اجد عدرا كي ارفض الزواج منها واقول لامي وخالي انها غير مناسبة لي ..وقد اكدت لي ان ابدو طبيعيا حتى تمر الزيارة في سلام وبعد عودتنا الى البيت اتصل بابيها لاعتدر عن اتمام المراسيم...وكانها قد خططت لكل شي...وبقيت مدهولا وانا افكر في فرحة امي وحماس خالي...وتدكرت قول ابي الدي نفض الغبار عن مرافقتنا وعن التدخل في قرار زواجي...ولم يسعني غير الادعان لرغبتها وانا اقدر ظروفها وحبها الكبير لحبيبها ودفاعها عن حبها هدا...وانا اصافحها مودعا....