ينصب الإهتمام الصحفي عادة في جل أرجاء المعمور على الأجزاء الفارغة من الكؤوس وعلى " القطارات التي تخلف مواعيد الوصول" وقلما يبحث الإعلامي الوفي لأصول "صاحبة الجلالة" عن إثارة عناية القراء والمتتبعين عموما بأخبار "العام زين" وأن " كل شيء على أحسن ما يرام " ممارسا بذلك دوره الرقابي الواعي والمسؤول على باقي السلط الأخرى . من هذا المنطلق ، سنضع –قدر المستطاع- فعاليات مهرجان التفاح في نسخته الثانية (2013) على مشرحة النقد البناء وكل أملنا أن يتم مستقبلا تدارك الهفوات وتعزيز نقط القوة بعيدا عن منطق المزايدات السياسوية الضيقة والعدمية المميتة . منهجيا ، نحبذ البدء بسرد النقط المشرقة على أن نختم بالنواقص كما إستقيناها من المشاركين والمهتمين أو كما عايناها. وفي هذا الصدد يسجل لصالح منظمي مهرجان التفاح في نسخته الثانية مايلي : ü فسح المجال أمام الفنانين المحليين وفعاليات المجتمع المدني للمشاركة في أطوار المهرجان خلافا لما كان عليه الأمر في السنة الفارطة . ü الكشف عن الغلاف المالي الإجمالي للمهرجان (حوالي 40مليون سنتيم) وهو مبلغ متواضع إذا ما قورن بالملايير التي تصرف على "شاكيرا " و "إلتون جون" و" جيسي جي " وغيرهم في مهرجانات أخرى . ü تتويج طفلة من ذوي الإحتياجات الخاصة تابعة لمركز "أناروز " كعروس للمهرجان وإقعاد الأطفال المنتمين إلى المركز ذاته - دون غيرهم -في كراسي خاصة قبالة المنصة الرئيسية أثناء السهرة . ü تنظيم الإستعراض بإشراك جل القطاعات والحساسيات الجمعوية . ü تكريم الفنانة "سعيدة باعدي " إبنة ميدلت المتألقة وطنيا تكريسا لثقافة الإحتفاء والإعتراف بالطاقات الكبيرة التي يزخر بها الإقليم . ü تنظيم محكم إذ لم تسجل حوادث تذكر ، فضلا عن الحضور الأمني المكثف . ü خلق دينامية ثقافية وإقتصادية مهمة على إمتداد أيام المهرجان . بعد هذه الإطلالة المقتضبة على النصف المملوء من الكأس ، ننتقل إلى ذكر أهم الثغرات والنواقص في تقديرنا المتواضع في إطار ما سلف أن أشرنا إليه . وفي هذا السياق نذكر مايلي : ü المبلغ الإجمالي للمهرجان مولته ثلاث جهات من أموال دافعي الضرائب وهي : جهة مكناس تافيلالت (10مليون سنتيم) ، بلدية ميدلت (20مليون سنيم ) و المجلس الإقليمي (10مليون سنتيم ) وقد كان حريا بالمنظمين البحث عن رعاة (SPONSORS )من المؤسسات العمومية والخاصة التي تجني الأرباح الطائلة على غرارما تقدمه لمهرجانات :" موازين" و"كناوة" و" أوتار" و"تويزا" و.... أم أن المسألة تحتاج إلى إسم من العيار الثقيل ضمن تشكيلة المنظمين ليتيسر الأمر ؟ ü الفنانة نجاة عتابو أخذت لوحدها ربع الغلاف الإجمالي (9ملايين سنتيم ) فيما أعطيت الفرق المحلية المشاركة مبالغ مالية هزيلة إلى درجة أن بعض الفنانين ك" حموأخلا" ذكر لنا(والعهدة عليه) أنه تناول علبة "سردين" وقطعة خبز كوجبة عشاء عقب إنتهاء مشاركته وقضى الليلة برفقة بعض زملائه في دار الطالب في ظروف غير لائقة . ü شعار المهرجان وجد الكثير من المتتبعين صعوبة بالغة في فهمه إذ لم تكن صياغته وإختيار لغته موفقة حسب أكثر من مراقب . ü اللافتات الإشهارية للمهرجان الموزعة عبر أرجاء الإقليم ذات إخراج رديء ولم يشر فيها إلى مشاركة المجتمع المدني . ü الإعداد للمهرجان 15عشر يوما قبل إنطلاقه –بحسب المنظمين- مدة غير كافية للتهيء الجيد . ü إفتتاح المهرجان لم يكن بحجم السنة الفارطة إذ غاب عامل الإقليم وممثل وزير الفلاحة ورئيس الجهة ومسؤولون أخرون حضروا في النسخة الأولى .