في ظل الأزمة السياسية والإقتصادية التي تتخبط فيهما الحكومة الملتحية والمرتبطة جدليا بالمناخ الدولي والإقليمي الذي تعصف بهما متغيرات سياسية كونية ناشئة ،بات واضحا أن الحزب الحاكم يعاني من مشاكل ذاتية صرفة ولا يمتلك أدنى مشروع يستجيب لإنتظارات الشعب المغربي إلا ما ادعاه بالقول. ولعل الصيغ الخشنة وترسانة الإجراأت والتدابير التي اعتمدتها الحكومة في تعاطيها مع الحراكات الإجتماعية والإضرابات القطاعية ( اقتطاعات ،قمع ،محاكمات...) و إعلان فشلها رسميا في محاربة الريع بجميع أشكاله وتلاوينه وعجزها البين في خلق مناصب شغل لجيوش العاطلين وتوفير لقمة عيش لملايين الكادحين، لدليل آخرعلى أن الحكومة المنزلة لا تمتلك خيارات شعبية ولا حلول بديلة عن العناد واستعراض القوة والتضييق على الحريات وتكميم أفواه الجياع والمتضررين والتأثير على تكتيكات الحركات الإحتجاجية واحتوائها.وهو ما يحاول الفريق الحاكم تلفيفه بخطاب الإقتباس والمعجزات في استبلاد لنضج وذكاء شعب بأكمله. لكن ،إذا كانت خيارات الحكومة ترمي إلى إرضاء حفنة من المنتفعين وتعمل وفق توجيهات المؤسسات المالية الدولية وإن كلفها ذلك تمريغ شريحة عريضة من المغاربة في وحل الفاقة والبؤس ترى ما هي الخيارات المتبقية للنقابات والمنظمات العمالية في الظرفية الراهنة خاصة وميزان الطقس ينذر بزوابع قد تهز كل بناء كرطوني هش؟ أو أنها عاجزة هي الأخرى عن مواجهة مارد مصباح علاء الدين ؛خصوصا وهي مكبلة بتبعات سنوات من السلم الإجتماعي ؟ أم على الطبقة العاملة في غياب من يؤطرها ويدافع عن مصالحها أن تغمض عينيها عن الواقع وتستسلم أوبات مفروضا عليها أن تتعلم كيف تقود معركتها بمفردها ضد العابثين بقوتها اليومي وحقها في الحرية والعيش الكريم؟