خلود أم البارصا أم الفيس بقلم أمنهو عزيز لم أعود أفهم شيئا لما يحدث في مجتمعنا التائه هنا وهناك,يتجلى هذا الضياع في تطلعاته واهتماماته المختلفة. الاهتمام الاول:الحرص على متابعة "خلود" ذلك المسلسل التركي الذي يعرفه الشيخ قبل الرضيع . يحكى أن مجموعة من اللصوص في ضواحي مدينة الرشيدية سرقوا منزلا عندما كانت الاسرة تؤدي واجبها الديني" لخلود",فكتب أحد اللصوص على الجدار شكرا لك يا "خلود" .لم أكون أعلم بهذه الديانة الجديدة لفئة واسعة من الشباب والشابات الكبار والصغار إلا بعد سماعي ذات يوم في السوق, لبائع الطماطم يقول ويردد بصوت مرتفع "مطيشة خلود" ,سرعان ما وجدت هذه الكلمة صداها حيث اجتمع حول البائع طوفان من النساء لشراء في اعتقادهم طماطم أرسلها "خلود" من تركيا لعشاقه في المغرب .عندما تأملت ذلك المشهد المدمي تبادرت الى ذهني مجموعة من الافكار والتساؤلات ماذا ننتظر من أمهات وأسر همها الوحيد هو مشاهدة مثل هكذا برامج تخريبية؟ هل الاسرة هي المسئولة عن هذا التخلف والتأخر الفكري والثقافي أم أن هناك جهات تبرمج أمخاخنا حسب هواها وتوجه اهتمامات المجتمع الى حيث تريد؟لماذا نتهم المدرسة بالفشل والقصور في تربية التلاميذ ونتناسى ذلك الجهاز الذي يبث السموم في عقول الصغار قبل الكبار ؟ الاهتمام الثاني :من جهة أخرى هناك شريحة كبيرة جدا في المجتمع يتوقف الزمن لديها وتصبح في خشوع تام أثناء متابعتها للبرصة والريال فالبعض يقفل محله التجاري لمشاهدة ميسي والبعض الاخر يهجر الطعام والنوم لان لبرصا انهزمت او العكس .كنت ذات يوم في منزلي أتابع برنامجا حواريا ثم سمعت شعارات وطبول فخرجت مسرعا ضنا مني أنها تظاهرة ضد الفساد المنتشر في البلد كالنار في الهشيم ,لأفاجئ بعد ذلك أن أصحاب العقول المستلبة يرقصون ويمرحون لان البارصا فازت فعدت الى بيتي مندهشا ومصدوما.لكن الغريب في الامر هو ظاهرة الجرحى والوفيات التي نسمعها بسبب العراك بين أنصار الغريمين لان هذه القضية أي قضية البرصا والريال أهم بكثير من المطالبة بالحقوق والحرية والكرامة أهم من النضال من أجل الديموقراطية. الاهتمام الثالث:الفيس بوك يحكى أن مجموعة من الحكام الطغاة سوئلوا بعد وفاتهم كيف تخليتم عن منصبكم؟ الاول أجاب نتيجة الانقلاب ,الثاني قال نتيجة الوفاة الربانية أما الثالث فقال الفيس بوك .اذا كانت هذه الوسيلة اداة للتواصل الاجتماعي بين الافراد والجماعات لتبادل الافكار والآراء,وكلنا نعلم كيف استغل الفراعنة صفحاتهم لاسقاط الفساد المتمثل في مبارك وعائلته, فان الفيس عندنا يعتبر وسيلة للترفيه والترويح عن النفس فعوض تبادل ونشر المقالات والقصائد والاشرطة المفيدة الخ. نتبادل النكت والمستملحات نتبادل صور الفرشاة والعرسان أما هم السواد الاعظم من" الفيسبوكيين والفيسبوكيات" فهو التعرف على الفتيات و الفتيان لغاية في نفس يعقوب. كل هذا بطبيعة الحال يخدم مصالح الطبقة الحاكمة المسيطرة التي تستغل كل الوسائل للحفاظ على امتيازاتها السياسية والاقتصادية,لأنهم يعرفون من أين تؤكل الكتف لانهم يعرفون كيف يحولون اهتمامات الامة بل ويصنعونها ويخططون جيدا للاستقرار الذي يكرس الطبقية من خلال نهج سياسة "كليخ تسود"