تستعد جمعية مغرب الثقافات إيقاعات العالم لتنظيم النسخة الحادية عشرة من مهرجان موازين ,هذا الأخير الذي يزداد عدد مناوئيه كل سنة نظرا لما يعتبرونه مجرد هدر للمال العام إذ يعتمد منظموه على استدعاء مشاهير الغناء العالمي بمبالغ خيالية جدا في حين تلعب ثلة من الفنانين المغاربة أدوارا ثانوية ,فبعد المغنية الكولومبية شاكيرا التي اختتمت النسخة الماضية لهذا المهرجان و جنت من وراء ذلك مبلغ 772 ألف دولار في مدة زمنية قصيرة , جاء دور الأمريكية ماريا كاري التي ستحيي حفل الاختتام النسخة المقبلة مقابل مبلغ 830 ألف دولار ,هذا إن لم يمنع هذا المهرجان هذه السنة نظرا لتكاثر معارضوه وكذلك وصول الإسلاميين إلى السلطة و الذين أثاروا هذا الموضوع بشدة أيام المعارضة . في الواقع ما يحدث في المغرب يجسد المقولة المعروفة عند الجميع : إذا كنت في المغرب فلا تستغرب , آلاف الدولارات تصرف من اجل المرح والرقص مقابل احتجاجات شعبية ضد التهميش في مختلف مناطق المغرب, أطر عليا تحترق أمام البرلمان من اجل وظيفة تضمن لهم العيش بكرامة, أناس منسيون و محاصرون في المغرب العميق يصارعون الظروف المناخية الصعبة بالرغم من المبادرة التي قامت بها السلطات في الآونة الأخيرة مثلا في منطقة تونفيت تمثلت في أغطية و مواد غذائية أي ما مجموعه 500 مليون سنتيم , إلا أن هذه المبادرة تبقي مبادرة فاشلة لان المساعدات ليست الحل الأنجع لمحاربة الفقر. لكن بالرغم من ذلك فقد لقيت استحسان الساكنة خاصة أن تكلفة هذه المساعدات بالنسبة لهم كبيرة جدا وهذا بديهي لأنهم أناس بسطاء معزولين عن العالم الخارجي لا يعرفون شيئا عن مهرجان موازين و عن ملايين الدراهم التي تمنح للأجانب مقابل ساعة من الغناء و الرقص, لا يعرفون شيئا عن راتب اريك غريتس الذي ضحك على ذقون المغاربة بخروجه المذل من الكان الأخير, لا يعرفون شيئا عن اقتصاد الريع الذي ينخر خيرات المغرب النافع وحتى غير النافع مشاكل بالجملة يعاني منها المغرب رغم أن البعض منها لا يحتاج سوى للتدبير الجيد و التسيير المعقلن . لننتظر إذن ما ستأتي به الأيام المقبلة خاصة وأن معظم المغاربة على يقين تام أن الحكومة الجديدة بزعامة الإسلاميين ستفي بوعدها في محاربة الفساد و الاستبداد المتفشي في جميع قطاعات البلاد علاوة على ترجمة بعضا من مواقفها أيام المعارضة و من بينها مهرجان موازين. [email protected]