الضجة الإعلامية ، التي صاحبت العديد من المسلسلات والأفلام المصرية ، التي عرفت ، بالخصوص ، مشاركة عدة ممثلات مغربيات ، في أدوار الإغراء والإثارة ، ك”سناء عكرود ” ” سناء موزيان” ، ” إيمان شاكر ” وغيرهن من الممثلات المغربيات ، أعادت إلى الواجهة ، نقاشا فنيا ساخنا ، إلى الشارع المغربي والصحافة الوطنية بشقيها المكتوب و الإلكتروني ، بحثا عن الأسباب الحقيقة ، وراء أداء الممثلات المغربيات ، للأدوار الساخنة ، في الكثير من الأفلام السينمائية والأعمال الدرامية ، سواء منها ، التي أنتجت داخل الوطن أو خارجه ،هل هو من أجل الشهرة السريعة ؟ا أم بحثا عن المال ؟ا أم هما معا ؟ا وهل تقمص الممثلات المغربيات ، للأدوار الساخنة ، نابع من قناعات شخصية أم هي إكراهات البداية وتحقيق الوجود ؟ا بالنظر إلى الضجة الإعلامية ، التي تصاحب كل عمل سينمائي أو درامي ، تتخلله توابل من اللقطات الساخنة والقبلات المسروقة . الضجة التي لم تسلم ، منها بطلة فيلم ” حب في الدارالبيضاء ” ، حيث أصبحت ، منى فتو ، بين عيشة وضحاها ، حديث الناس كل الناس ، عن جرأتها في تقمص دور لم يكن مسبوقا في تاريخ السينما المغربية ، الدور الجريء ، الذي جلب إليها ، الكثير من العروض الفنية ، مباشرة بعد عرضه بالقاعات التجارية ، بالنظر إلى الشهرة التي اكتسبتها ، من خلال أدائها لدور قيل عنه وبشأنه الشيء الكثير ، وكتبت عنه الصحافة الوطنية ، في حينه الكثير من المقالات ووجهات النظر ، بين مؤيد ومعارض ، لقيمة للدور في مسارها الفني و لدلالته الفنية والدرامية ، داخل الفيلم . ليأتي ، بعده أفلام مغربية ، اختارت الطريق نفسه ، عبر ممثلات أخريات كبطلة فيلم ” ريزوس أو الدم الآخر ” أو بطلة فيلم ” الباب المسدود ” وغيرهما من الأفلام المغربية ، التي وجدت في تكسير الطابو ، الوسيلة المثلى ، لجلب العديد من الجماهير ، إلى القاعات السينمائية التجارية ، التي كانت متعطشة ، إلى أعمال سينمائية مفهومة ، وليست كتلك الأفلام الغامضة التي تبدو بلا بداية ولا نهاية وتفتقر إلى عنصر التشويق . فكانت أدوار الإغراء والإثارة ، الوسيلة المثلى ، لتحقيق أهدفهم المادية ، عبر أفلام لا تخلو من لقطات الجنس والعري ، حيث تقول الممثلة المغربية بطلة الفيلم ، التركي الأمريكي ، straniera في حوار لها من باريس ” أشاهد من حين لأخر بعض الأفلام التي تحوي الكثير من المشاهد الجنسية و الساخنة و في الكثير من الأحيان التعري يأتي بشكل مباشر و مجاني و ليس له أي دلالات فنية آو درامية و الهدف مادي بحت لجذب نوعية من الجمهور ...” خاصة و أنه كما سبق وأن قلت ، أن الأفلام المغربية ، في فترة من فتراتها ، عانت كثيرا ، من عزوف الجمهور المغربي ، بسبب ضعف في كتابة السيناريو و الإخراج وكل ما من شأنه أن يجلب المتعة و الترفيه إلى إليهم . وكان منطقيا ، أن تخلق أفلام مثل ” حب بلا فيزا ” ،” ماروك ” ، ” كازا باي نايت ” ، ” سميرة في الضيعة ” ، الحدث ، وأن تجلب لها الجمهور، المتعطش لرؤية ذاته عبر الشاشة الكبيرة والكثير من الأموال . ولان أرض الله واسعة ، كان منطقيا أن تبحث الممثلات المغربيات عن مساحات أخرى ، لإبراز مواهبهن وطاقتهن ، من خلال أفلام ومسلسلات عربية وأجنبية ، وليس مهما ، ما يقال بشأن وعن الدور المتقمص ، بحثا عن الشهرة والمال ، كحق طبيعي ومنطقي ، لكل من يمتهن حرفة التمثيل ، كمصدر وحيد للدخل . فكان طبيعيا ، أن نشاهد أفلاما ومسلسلات ك” الباحثات عن الحرية ” ، ” العار ” ، ” احكي يا شهر زاد ” ، ” رجاء ” وغيرها من الأعمال الفنية ، التي عرفت مشاركة ممثلات مغربيات ، في بداية مشوارهن الفني وباحثات عن مكان ضوء ، في زمن الفضائيات والمهرجانات الفنية . لكن ، غالبا ما الكثير من سهام النقد والتجريح ، من العديد من المنابر الإعلامية والمنتديات الإلكترونية ، وتخلق مشاركتهن ، الكثير من النقاشات ، التي يغيب عنها المهنية ، والنقد الموضوعي ، وإلا كيف نفسر ، ربط الكثير من الكتابات السطحية ، بين الشخصية الدرامية والشخصية الحقيقية ، فأن تؤدي ممثلة ما ، في مسلسل ما أو فيلم ما ، لدور عاهرة أو فتاة متحررة ، هذا لا يعني أوتوماتيكيا ، أنها تعكس شخصيتها الحقيقية ، وأنها طبق الأصل ، من الشخصية المتقمصة في الفيلم أو المسلسل . الخلط الذي يقع فيه الكثيرون ، ممن هاجموا حضور الممثلات ، في مسلسلات درامية و أفلام سينمائية ، ارتأى فيها أصحابها ، أن تكون كذاك ، لدواعي فنية وجمالية ، تتساوق وأهداف مخرج العمل وكاتب السيناريو . لكن ، ربط العديدين ، الشخصية المتقمصة بالشخصية الواقعية ، جهلا أو تجاهلا ، منهم ، هو الذي يخلق اللبس و يكون السبب وراء إحداث ضجة إعلامية ، حول الدور، دون غيره من الأدوات الفنية المصاحبة له ، ك ” السيناريو ، الموسيقى التصورية ، الإخراج ، المؤثرات الصوتية ، الديكور ...إلخ ” والتي تساهم جميعها ، برأيي ، في الوقوف عند الرؤية الفنية المتكاملة ، عن العمل محل الجدل والنقاش ، و ليس عند كتابات ، لا يدرك أصحابها ، أن يبدأ أو أين ينتهي دور الشخصية المتقمصة والشخصية الحقيقية ؟ا وتلك لعمري ، هي الفتيل ، التي تشعل نار النقد والهجوم ، على الممثلات المغربيات ولا تجد من يخمدها ، من بداية الشرارة . علي مسعاد