a href="https://twitter.com/share" class="twitter-share-button" data-count="horizontal" data-text=""مراكش مدينة ملونة" إطلالة على أوراق إبداعية للزميل محمد القنور تنتظر الطبع ." data-url="http://www.marrakechpress.com/?p=8712" data-via="" data-lang="ar" شارك نعيمة بوسركة نعيمة بوسركة عندما يكتب زميل صحافي أو زميلة من طينة الزميل محمد القنور عن مدينته, فإنه يأخذنا في رحلة ذات ثلاث أبعاد في لحظة واحدة ً, رحلة في عمق المكان, ورحلة موازية في دروب روحه الجامحة وصمته الجميل, ومن ثم نجد أنفسنا عبر كل ما يوقظه فينا من ذكريات وشجون وفنون وتداعيات ، نتجول في حنايا أرواحنا نحن, فكأننا نتعرف على مراكش أخرى ، عبر المكان وعلى الكاتب وعلى أنفسنا تحت لمعان ضوء جديد. هي رحلة موضوعها مراكش ضمن كتاب ينتظر الطبع , والكاتب أحد العارفين بأسرار روحها. وبالمناسبة فهي دعوة لكافة الزملاء والزميلات من أجل أن يأخذونا إلى دروب الحلم والروح في مدنهم, وفي وجدانهم المبدع ومن ثم في دروب أرواحنا. "مراكش مدينة ملونة" كتب الزميل محمد القنور : "أتساءل منذ طفولتي المبكرة، كم من آذان فجر تصاعد من صومعة الكتبية ، منذ اكتمال محيط سور مراكش وانتظامه في مداره تحت أشعة الشمس ، كم من آذان ملأ الدنيا البهجاوية وأيقظ الناس على وتيرة الصباح ؟ كم من شروق توالى على هذه الأرض بحيطانها الحمراء، حيث تتأخى الدويريات مع الرياضات، وحيث تعبق الأسواق والبازارات والدكاكين بروائح القناعة والسكينة التي كانت أول ما رأيت في طفولتي المبكرة ? فأقدم ما تحتفظ به ذاكرتي هو ذلك الأفق المراكشي الوارف، وتلك الحمائم التي تهدر كل بداية يوم على سطح منزلنا . نعم، كم من صباح توالى على مراكش منذ أن كانت أرضاً وعرة, موحشة، تمر منها القوافل نحو فاس وسجلماسة مع وقع سريان نهر تانسيفت إليها, وإمتدادات النخيل والمروج والروابي ودبيب الحياة وسعي الذكريات وشريط الملاحم وكل أشكال جهاد الإنسان المغربي ؟ كم شروق توالى على مئذنة الكتبية ؟ وعلى كل هذه المئذنات، في حي المواسين وأسوال وإسبتين والقنارية والزاوية العباسية وبوسكري وروض الزيتون، وتلك المئدنة المراوغة التي يستطيع جملا كبيرا أن يمر تحتها في حومة سيدي عبد العزيز . يصعب تحديد ذلك رغم سهولة الإجابة الظاهرية, ذلك أنني كنت أعتقد دائما أني قادم من أمد يصعب معرفته إلى أبد من المستحيل تعيينه, وما بينهما أيا من تلك التي يمكنني الإشارة إليها, أن أسمّيها, رغم أنها تنقضي دائماً, لكن ما يسهل الأمر عليّ أن مكانها متعلق بها, بل إن زماني لا معنى له دون هذا المكان, كل لحظة في مراكش تستدعي موضعا بعينه, وكل موقع تحتويه لحظة, وقديما قيل إن الزمن مكان سائل, والمكان زمن متجمد, مكاني المرتكز هو منطلقي, في غمرة تلك البوثقة التي تسمى مراكش , مراكش القديمة تحديدا, مراكش التي تعتقت فيها الأزمنة المتعاقبة, منذ المرابطين وحتى مطاعم الماكدونالز والوجبات الخفيفة والسريعة التي لا أدري ولا ألم بعدد المرات التي توالى عليها الشروق, هي بدورها لكنني أعي أن أول طلوع للشمس في ذاكرتي, يمت إلى أفق المدينة, من حومتي في أسوال وحتى تلال الجبيلات في براري الرحامنة ومنه منطلقي وأول وثبي ورحيلي, فكما ترحل الشمس, يرحل الضوء, ونرحل نحن أيضا معهما". كلما كتب الزميل محمد القنور عن أشيائه ، عن أصدقائه ومحيطه ، عن مدينته, فإنه يأخذنا في رحلة ذات ثلاث أبعاد في لحظة واحدة ً, رحلة في عمق المكان, ورحلة موازية في دروب روحه الجامحة وصمته الجميل . نعيمة بوسركة . ويستطرد الزميل القنور من خلال الصفحات الأولى من مخطوط كتابه " مراكش مدينة ملونة" كاتبا : كنا نسكن ولا زلنا في درب الشريف, وكان منزل عائلتي يعد مرتفعاً بمقاييس الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي, من هذه النقطة بدأت صلتي بالزمن في مراكش , إلى الشرق مئذنة جامع إبن يوسف الصخرية التي كانت مغمورة بوهج التاريخ اللامتناهي، وبالذكريات القادمة من زمن عتيق, قبل أن تنحسر الحومة شمالاً بقبة أبي العباس السبتي حيث توحدت ترانيم الصوفية وبلاغات الأدعيات مع الحجر والقرميد الأخضر. إلى الغرب كانت فسحات باب الخميس , تتوالى عند خط من نور ومن عبير, وجهة مغيب الشمس, يركن باب تاغزوت, عرصة الملاك, أذكر أنه في زمن طفولتي كان الأفق المراكشي مفتوحاً, لم تزحمه الأبراج وصحون الإلتقاط الفضائية المرتفعة التي تقوم الآن. صعب عليّ تذكر السبب الذي جعلني أخرج بصحبة والدي – رحمه الله – إلى السطح فجرا, غير أنني أعي تماما وقوفي متطلعا إلى ذلك اللون الأحمر الذي يجيء من عتمة الليل مزيحاً النجوم إلى الأقاصي, احمرار خفيف كأنه الخجل لكنه قوي, يمهّد لدرجة أقوى من الأحمر الغامق, حمرة متدفقة, مستمرة, تنبئ بمصدر خفي,يسكن برج الحمام ، أطلال كبيرة وعملاقة طالما كانت ترعبني نهارا، تتعاقب درجاتها بحيث يصعب رصدها, أو حصرها, أو تعداد درجاتها, وعند كل همسة معينة وكل لحظة تلقائية ، كان يتدفق الضوء مثل شلالات أزوض, فكأنه ينفجر وأظن من خلال قاموس تأملاتي أن الفجر سمي فجرا في اللغة العربية، لأنه يتفجر على آذان الله أكبر. ومن خلف سور الحمام المشرئب على طريق أمصفح يبدأ البزوغ, مجرد خط نحيل يميل إلى استدارة, يتضح شيئاً فشيئا, وفور اكتمال ظهور القرص الشمسي الخلاق والعملاق يصعد بسرعة. تلك لحظة لا تغيب عني ولا تولي إليها أنسب أي شروق أراه, استعدتها في أوضاع شتى, وفي أماكن نائية, استرجع تطلعي المبهور ودهشتي الطفولية التي ربما تشبه دهشة الإنسان القديم وهو لا يجد تفسيراً أو تبريراً لمظاهر دنيا الله, فيتخيل عبور السماء بقارب خفي, وتمتد الأذرع من قرص الشمس, خيوط الأشعة تنتهي بأيد, ذلك التطلع العميق, المبهور كثيرا ما أصبحت أفتقده الآن, ليس لأني أغيب عن شروق الشمس لكثافة البنيان, واختلاف الموقع, لكن لتوالي المظاهر وتوالي الوقائع, واتضاح أمور شتى من خلال المعرفة, المعرفة التي تحد أحياناً من تلك الإرتسامات الطفولية البريئة والبسيطة التفسير والتحليل والإستنباط معا ، انطلاقة هي الطفولة بعينها, لكن يظل الشروق الأول الذي احتفظت به ذاكرتي مهيمنا, ومرجعياً, يوطّد المآذن, القباب, البيوت, أبراج الحمام,والدكاكين وأوراش النجارة والحدادة والحمامات والمزارات والأسواق والدروب وكل مظاهر المدينة العتيقة وأهلها, أولئك الذين يعبرون الزمن, ولا يستطيع الزمن نفسه أن يعبرهم. ويستمر الزميل في رحلة وصفية لذاته ولبيئته خلال مايزيد على عشرة صفحات، ليعود عبر تقطيع الزمن، إلى الساعات الأولى من صباحاته ، فمن بين الحقيقة والخيال ستخرج "مراكش مدينة ملونة " للزميل محمد القنور، رحلة داخلية وخارجية لا يوجد فيها حد فاصل يمكن أن يفصل بين الخيال والواقع فأحداث هذه الرحلة الجميلة، التي إختار الكاتب أن يطلق لها العنان يمكن أن ترسخ في أذهان الأجيال لتفردها وتميز أسلوب كاتبها فهي لم تخرج عن الواقع وعبرت عن الإنسان بنقلها لأحداثمدينة واقعية بصور مختلفة.. حيث يؤكد القنور أنه : "مع الشروق يبدأ السعي نحو الرزق, منذ الفجر تسري الحركة، وتصطف قنينات الحليب أمام حظائر مربي الأبقار في طوالة ديور الصابون , وتخرج من بعض الفنادق التي ليست سوى خانات عتيقة للتجار والرحل ، كل العربات والكوتشيات التي تدفع باليد أو التي تجرها الخيول من مراقدها نحو الحياة الصباحية. أول ما يظهر منها العربات التي يقدم عليها الطعام, خاصة البيصارة,والحريرة التي تعد من مادة "إيلان" أو تلك الحريرة المصنوعة من السميد والحليب والمعطرة بأريج الزعتر، كانت توضع في قدرة مستديرة ضخمة وعميقة من الطين أو من النحاس الأحمر قبل أن تسود ثقافة الألمنيوم, يتم النفاذ إلى داخلها بواسطة المغرفة الطويلة, تخرج محملة بحبات السميد الطرية التي استوت على نار هادئة, فصارت لينة, ناعمة مثل القطن ، لا لا لا …. عفوا مثل الزبدة …. " . مخطوط "مراكش مدينة ملونة" إن صح التعبير، لأن صاحبه ، لم يخرجه بعد للقراء ، يؤكد أن الكتابة الأدبية ليس أن تنقل ما قاله الآخرون أو إن تعج كتاباتك بمصطلحات وأسماء أجنبية أو بعيدة عن الواقع فتكون قد أنتجت تركيبة تجرعَ القارئ بعضها عبر كتابات مماثلة وليس بالمقابل أن تنقل الواقع بألفاظه وأحداثه بأسلوب تقريري واقعي، على الرغم من أن الزميل القنور صحافيا ، فإن الأسلوب الصحافي التقريري ، لم يسيطر عليه، ليكون انعكاسا جامدا للواقع مجرد من أي لمسات إبداعية.. فالإبداع يحضره الكاتب القنور في كل حين.. في قدرة خلاقة على الغوص في الذكريات ، والنفاصيل، ونقل الواقع بجماليته على الورق مجسدا رؤيته محملا كلماته وأحداثه وشخصياته بدلالات لذيذة ، فهو كاتب يحمل هدف يريد أن يضعه إلى القارئ عبر الكتابة في سير متوازي لكل الخطوط والعناصر التي تجري وتنمو في البناء الأسلوبي والسردي ، إذ يستمر القنور كاتبا ليقول . "كان المصطفى، إبن الحاج "بائع حريرة إيلان" في حي الباروديين ، يخبرنا دائما ونحن أطفال أن "القدرة" تركن في الموقد طوال الليل, حيث الوقود الذي يشعل النار البطيئة ،ومع اندثار دكاكين الحريرة التي بلغ عددها أول السبعينات للمئات, ولم يتبق منها الآن إلا حوالي خمسة, بدأ باعة الحريرة يستخدمون وسائل مباشرة, ذات سمات ….. ومامن شك، أن النار التي تستوي فوقها قدور الحريرة ، هي نفس النار التي يتم بها تسخين ماء الحمامات العامة …… عبر أنابيب من رصاص تصب من صنبور النحاس الأحمر في المغطس المليء بالماء الساخن، "تافضنة" ومنها يتصاعد البخار في فراغ محدود يجلس به الرجال والأطفال ، تحت نظرات "الكسالة" وعيونهم الناعسة من فرط الجهد ، والتغيرات المناخية ….. …… وللباعة المراكشين باع عريق ، وتراث طويل في المناداة لتسويق بضاعاتهم عبر أصوات منغمة, يصل الأمر إلى تدليل البضاعة, فالطماطم …. " a href="https://twitter.com/share" class="twitter-share-button" data-count="horizontal" data-text=""مراكش مدينة ملونة" إطلالة على أوراق إبداعية للزميل محمد القنور تنتظر الطبع ." data-url="http://www.marrakechpress.com/?p=8712" data-via="" data-lang="ar" شارك