محمد القنور . الملتقى الثامن لفنون الملحون والدقة بمراكش. يحتفي بالعصامي الذي أطرب وأبدع. محمد القنور . دأب ملتقى موسيقى التراث الذي تنظمه جمعية الشيخ الجيلالي أمثيرد بمراكش على تكريم الفنانين المغاربة ممن بصموا الأغنية المغربية، لحنا وكلمات وأداءا . وكل ما يتعلق بمكوناتها، بتكريمهم، والنبش في ذاكرتهم، من خلال معاصريهم ، ومعارفهم، وزملاءهم في رحلة المسار الطويلة نحو الجمال والخير وعوالم الفن الرائقة ، وإذا كان التكريم إعترافا في حد ذاته بالفنان وبفنه، فإنه من جهة أخرى، بادرة لإثارة الإنتباه للعديد من الإيقونات الإبداعية التي لاتزال تعيش بيننا، حتى لاتضمحل وسط زحمة عالم باتت تحكمه العولمة الوحشية المبنية عن الاستهلاك الوقتي ، وحتى لا تسطيع هذه العولمة أن تهمش ذكره وتنفي حضوره . وهكذا، فقد اختار منظمو الملتقى لثامن لفنون الملحون والدقة الذي ينتظم احتفالا بالذكرى الخمسين لميلاد عاهل الأمة ، جلالة الملك محمد السادس، وفي سياق الانفتاح الثقافي والتفاعلي مع المحيط الخارجي المحلي والجهوي والوطني بمراكش، تحت شعار " فن الملحون في ضيافة فنون الدقة ، ووسط حضور جماهيري مميز، وتنظيم وصف بالمحكم ، سبق أن مهدت له مجموعة من الترتيبات التنظيمية والإشعارات الإعلامية. كما لحن المحتفى به عبد الله العصامي مجموعة من روائع الأغاني المغربية، من بينها أغنية "كيفاش تلاقينا" و أغنية "قصة الأمس" للفنانة سميرة بن سعيد ، وأغنية "كذبت نفسي" للفنان عبد الوهاب الدكالي و أغنية "أحلى صورة" و أغنية "قطيب الخزران" للمطربة نعيمة سميح و أغنية "الله يكمل رجاك" للفنان فتح الله المغاري، وأغنية "كنت بالأمس حبيبا" للفنانة سعاد محمد و أغنية "يا سلام على لقاء" للفنان عبد المنعم الجامعي و أغنية "فكل ساعة وكل حين" للمطرب محمود الإدريسي وغيرها كثير. كما درس بمعهد مولاي رشيد، وله رصيد ضخم من الألحان الجيدة يمكن أن نصفه بدون مبالغة بأنه ناجح. وشكل قاعدة للأغنية المغربية. وقد تعامل الموسيقار عبد الله العصامي مع جميع المطربين المغاربة بدون استثناء، كما أن له رصيدا في الأناشيد الوطنية توجه باللحن الخالد، نداء الحسن، الذي يحفظه المغاربة عن ظهر قلب وغناه مؤخرا المطربين اللبنانيين رامي عياش وميريام فارس، وهو يتغنى بعودة صحرائنا الحبيبة، ويعتبر العصامي من أحسن ملحني العالم العربي، فنانا كبيرا بكل المقاييس. لدرجة أن الملحن عبد القادر وهبي قال أن العصامي كان سببا في دخوله الموسيقي . وتجدر الإشارة، أن تسجيل الاحتفاء بأحد عمالقة الأغنية المغربية الأصيلة، والمتميزة بعذوبة وبساطة ومغربية، تمكنها من الانتشار بسرعة والالتصاق بذاكرة المستمع، إنه الملحن عبد الله عصامي… وهو من أبناء مراكش مولدا وإبداعا، درس الموسيقى في طفولته بمعهد جنان الحارثي على يد أستاذ فرنسي لكن المعهد أقفل عام 1958، وكان أول لحن لحنه آنذاك أغنية "طال هجري وعذابي"للزجال المغربي عبد الرفيق الشنقيطي .كما عمل عبد الله العصامي رئيسا لجوق مدينة مراكش، والبيضاء، كما إشتغل أستاذا للموسيقى بالمعهد الوطني بالرباط .