حاتم جمال . صوصيص الكلاب المغربيّة : فضيحة على الصّحافة البريطانيّة. فاطمة "جميلة " گاسم . وجدت فضيحة جثث الكلاب التي تم حجزها لدى سائق دراجة خاصة بتوزيع اللحوم بالدارالبيضاء،والتي كان من المرتقب تسويقها ، كمواد غذائية في شكل نقانق، حيث رجحت مصادر مطلعة، في أن تكون قد تجاوزت العاصمة الإقتصادية نحو مدن أخرى، صدى شاسعا على الصحافة البريطانية، حيث تناولتها مؤخرا جريدة الديلي ميل البريطانية الواسعة الصيت. وكان السائق الذي تم ضبط العديد من جثث الكلاب بحوزته على دراجته النارية، قد إعتقل، بعد اعتراضه من طرف شرطي مرور قصد تسجيل مخالفة ناتجة عن حادثة سير ضده. تحدثت الديلي مايل Daily mail عن وجود 37 كلبا مذبوحا و جاهزا للتسويق خصوصا بمحلات إعداد الوجبات السريعة للنقانق ، المنتشرة بكثرة بالأحياء الشعبية بالدارالبيضاء، التي لازالت محتوياتها و تركيبتها غامضة، رغم شيوعها و تناولها من طرف العديد من المغاربة، الذين لا يهتمون غالبا لمصدرها. وأفادت ذات الجريدة البريطانية المعنية، الديلي ميل بحادث مماثل، تجلّى في سجن صاحب مطعم بالدارالبيضاء سنة 2009 لمدة 6 سنوات بعد ضبطه يبيع لحوم الكلاب على أنها لحوم أبقار، وخلطها بمواد معطرة للتغطية عن وروائحها العطنة، مع إضافة كمية كبير أيضا من التوابل، لإخفاء هذه الروائح التي قد تفضح مصدر هذه الحشوة. إلى ذلك، تخوفت جهات سياحية وأرباب مطاعم مصنفة في مراكش من تأثير مثل هذه الحوادث على سمعة المغرب السياحية، مطالبة بالضرب بيد القانون على هؤلاء المنحرفين ممن يضحكون على الذقون، ويهددون الأمن الصحي للمستهلكين من المغاربة والأجانب على حد سواء. من جهة أخرى، شددت مصادر تجارية وجهات تموينية كبرى بالمدينة الحمراء، على أن أهمية النشاطات الشعبية التقليدية التي تعرفها المدن السياحية المغربية، خاصة العتيقة منها، في جلب السياح و إثارة إعجابهم، يتطلب تدخل الدولة لمراقبة هؤلاء المنحرفين، وتتبع حركية محلات بيع النقانق، و التدقيق في محتويات هذه الوجبة التي يصل ثمن الكيلو غرام الواحد منها، إلى بضع دراهم ، مما يؤكد أنها ليس لحما مفروما، ولانقانق مألوفة أو قابلة للإستهلاك كما يعتقد الكثير من المستهلكين ، سواءا كانت لحوما حمراء فاسدة، أو لحوم بيضاء، أو لحوم كلاب أو حمير أو قطط ، تظلّ الصحة العامة للمستهلك المغربي عناوين بالبنط العريض على صفحات الجرائد المغربية و الأجنبية بسبب حالات التسمم المتوالية التي تسجل هنا وهناك ، من خلال عناوين تسيء للمغرب داخليا و خارجيا، إلى أن يقرّر المسؤولون تقنين هذا المجال، ووضع حد للاستهتار المتلاعب بحياة المواطنات والمواطنين . في سياق متصل، أبرزت ذات المصادر أن النقانق الحمراء التي يتناولها كثير من المغاربة على أرصفة الشوارع، ولدى بعض باعة النقانق الموضوعة على العربات، خصوصا بعد حادثة وفاة الطفلة في حي إسيل بمراكش، قبل شهور أكلها لسندويتش نقانق من أحد هؤلاء الباعة ، وأضافت ذات المصادر، أن هذه النقانق لا تنتمي بأية صلة للحوم الحمراء . والواقع، أن حرفةٍ شواء وبيع النقانق في الدارالبيضاء وفي مراكش، وبعض المدن المغربية الكبرى، ذات الكثافة التسكانية الملحوظة، والزيارات السياحية، تظل محاطة بالغموض والتكتم، وتطرح حولها العديد من علامات الإستفهام، تلفها الكثير من الأسرار، حيث يتبيّن من خلال تفحص محتواها وجود قطع لحمية متصلبة و أمعاء مفرومة، بالإضافة إلى ملونات كيماوية صناعية بشكل كبير لإيهام المستهلك أنها لحوم حمراء.