زبيدة هرماس كاتبة صحفية مهرجان للبكاء في مراكش ! كتبت زبيدة هرماس كاتبة صحفية، ل “مراكش بريس”، عدسة : محمد سماع . صدق أو لا تصدق … افتتح مستشفى ابن طفيل في مراكش الدورة الأولى لمهرجان البكاء ، إذ احتضن على رصيفه رجلا في متوسط العمر عاريا وموشحا بخيوط طبية توحي أنه قدم دوره على منصة تروتوار مستشفى ابن طفيل مجانا ، إذ لم يكن بحاجة في تلك المدينة الحمراء أن يستورد البكاء بالفرنسية كما فعل مهرجان الضحك في الطرف الراقي من المدينة نفسها ( هل علينا ان نستورد حتى الضحك ؟ ) … كما أنه لم يكن على موعد مع الجمهور الباكي لأنه كان في غرفة البتر ينتظر المنشار الذي سينفذه طبيب وينفذ معه آخر ابتساماته ، لكنه قرر أن يقدم عرضه البكائي على الهواء مباشرة مرسلا الدموع تباعا دون أن يحصل على الأجر في نهاية المشهد ، بل ينتظره بكاء طويل على مدينة بن تاشفين التي جمعت متناقضات الضحك والبكاء في لحظات متقاربة ، كم هي بحاجة إلى البكاء في مهرجان جماعي على تلك الصورالحزينة المتناثرة هنا وهناك ، والتي تثبت للجيل أن تناول جبنة البقرة الضاحكة الفرنسية في الصغر لن يجعلك حتما ضاحكا في الكبر ، و أن السفر عبر الزمن لاستيراد بقرات الخصب السبعة ليوسف عليه السلام يتطلب تصالحا مع الذات والهوية والوطن ، و أن على المدينة الحمراء أن تحتفي بالباكين قبل الضاحكين لكثرتهم ، و أن عليها ان تفتح المستشفيات والمؤسسات التعليمية و الأحياء المهمشة والفقيرة في وجه الذين دفعوا ثمن تذاكر الضحك ، ليبكوا أيضا في مهرجان الباكين على رصيف المستشفيات وأسوار الفنادق الفاخرة وحافات الإقامات و الرياضات العامرة … التذاكر مجانا …