كفاكم هدرا للدماء يا شيوخ "الإسلام".. هشام بوشتي يتطلب الأمر القليل من الجرأة لكسر طابوهات طالما عطلت عقول المسلمين بحِجَج فارغة جعلتهم متقوقعين في خانة الحلال والحرام عكس ما حث عليه الإسلام وسنه الرسول الكريم اللذان ينتصران للكرامة الإنسانية، وإعمال العقل، وقبول الإختلاف وإحترام الرأي الآخر حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود، والكل يعرف قصة المرأة التي جادلت عمر بن الخطاب على مسمع من المصلين بخصوص “مَهر المرأة” فقال أصابت المرأة وأخطأ عمر. فهل بعد خطأ عمر رضي الله عنه لنا حجة في أن نرى علماءنا يُخطئون المرة تِلوى الأخرى في حق صورة الإسلام والأمة الإسلامية جمعاء... أليس منا رجل رشيد..؟ ما يقع في العالم العربي الإسلامي اليوم من جهل ودمار وقتل وتخلف وتطرف خلف صورة لا نحسد عليها كمسلمين، مشينة في أعين العالم الغربي التي أساءت بشكل أو بآخر إلى ديننا الحنيف حتى أصبحت الألقاب كالإرهابي والمتطرف والشاذ تلاحق الإنسان المسلم أيما حل و إرتحل..؟ لا ندير ظهورنا إلى الواقع المرير الذي تُعاني منه الأمة الإسلامية بسبب شرذمة المتطرفين الدينيين أو من تأسلموا بهذا المفهوم في غياب التأطير الإسلامي الحق، الغيور على صورة الدين والعقيدة، نطرح جملة من الأسئلة يمكن إن كنا لا زلنا نعيش عهد المعجزات أن نصلح ما أفسده دهر صعاليكنا.. ما دور شيوخ الإسلام اليوم غير التبشير بالجنة والنار..؟ ما محلهم من الإعراب إسلاميا وحال المسلمين يُرثى له..؟ أما آن لهم أن يوقنوا أن الإفتاء السياسي أصبح يخسف بفراعنة المسلمين إيجابيا مسيئ في نفس الوقت إلى صورة الإسلام والمسلمين على سبيل المثال لا الحصر ما ألمَّ بليبيا والعقيد..؟ أما يقف عقل الإنسان عن التفكير مذهولا عندما أصبحنا نرى شيوخ الإسلام يُغازلون وِد جهات (...) بآخر صيحات موضة الإفتاء السياسي لنصرة نظام فلان والإطاحة بعرش آخر والمحظوظ من يدفع أكثر ويُسبل عليهم من إكرامياته أكثر فأكثر...؟ إتق شر شيخ أحسنت إليه وقد لا يفهم من كلامي هذا، تطاولا على بعض مشايخنا الأجلاء، وما خطته يدي ليس طعنا في شرفهم أو تقليلا من قيمتهم ومصداقيتهم.، حاشا لله، نستثني صفوتهم مُكِنين لها كل ما تحمله كلمات الإكبار والإجلال من معنى..، لكن الأزمان الغابرة والتي نعيشها أكدت حديثا عن الرسول (ص) *من دخل على غني أو ملك فتضعضع له لغناه ذهب ثلثا دينه* وهذا بالضبط ما لمسناه في علماء الأمة الإسلامية من تملق وتضعضع بغية الإغتناء السريع مُقابل تسييس الفتوى الشرعية لتوظيفها كسلاح أكثر من نووي للإطاحة أو للضغط على أنظمة ما..؟ هذا إن لم نتجاهل أثر مثل هته الفتاوى الصادرة من شيوخ الأمة، لهم صدى واسع في العالم العربي الإسلامي ومدى نجاعتها لتجيش المسلمين بطبيعة الحال من ليس له حظ من الإسلام سوى لحية أسدلت على الصدر وقميص أفغاني على مستوى الساقين..؟ إن تملق بعض علماء الإسلام المشهورين بالفتاوى الشاذة الغير مسندة لقاعدة أصولية شرعية هي أضل وأشنع وأفدح، فقد أساءت لصورة الإسلام أكثر مما خدمته، هذا إذا ركزنا على ما حدث لعقيد ليبيا أوج حكمه وما جاء على لسان نجله سيف الإسلام بالصوت والصورة في تصريح يضرب بعرض الحائط محاضرات ومواعظ من كانوا بالأمس القريب أصدقاء والده مجنون ليبيا يُغدق عليهم أموالا وهدايا كان أحق بها الشعب الليبي...؟ قبل أن تنقلب الآية ويصبح من كانوا بالأمس القريب محيطين بالديكتاتور العقيد في صورة تدكارية بقدرة قادر أحاطوا بآخر بعد بروز أشراط زوال حكم معمر ليبيا..؟ فبمثل هذه الفتاوى التحريضية على هدر الدماء التي لم يسلم من تبِعاتها لا الديكتاتور القذافي ولا أتباعه ومن والاه.. والكل تابع وشاهد المجازر والمآسي التي ألمت بهذا البلد الشقيق وشعبه بسبب الإفتاء السياسي الذي إحترفه فقهاءنا “الأجلاء”، أفلحوا في زعزعت أمن مسلمي ليبيا ودول أخرى عربية مسيئين إلى صورة الإسلام غربيا نتيجة هته المجازر والدماء التي سُفكت جراء تغاضيهم عن القاعدة الأصولية الشرعية *أينما تكون المصلحة فثم الشريعة* بمعنى عندما يتعلق الأمر بمصلحة المسلمين فالشريعة لا تأخذ كمرجع.. إذا كان هذا يتعلق بمصلحة المسلمين فما بالنا بمصالح الأمة الإسلامية وصورة الإسلام بصفة عامة التي دُنست بأفعال المتطرفين والشواذ فكريا وإديولوجيا إسلاميا..؟ كل هذا ساهم في ترسيخ لبنة الصورة الإرهابية الدموية التي أصبحت لصيقة بكل إنسان مسلم في عيون الغربيين فما السبيل بعد هذا وذاك إلى تحسين صورة الإسلام في زمن عجزت فيه النساء أن تلدن من ينصره بعقل وحِكمة لا أجد أبلغ من هذا أوجهه إلى بعض شيوخ الأمة الإسلامية ، فهناك من الناس من يقول إخلع عقلك خارج المعبد وتعالى .. ونحن نقول إخلع نعلك خارج المسجد وتعالى ، وشتانا بين من يخلع عقله ومن يخلع نعله..؟ فليكن العقل مرجعنا والحكمة قدوتنا والخطأ في العفو خير من الخطأ في العقوبة .