تمثل المؤسسات الاستشفائية والمصحات والعيادات والمختبرات الطبية بمراكش المنتج الأكبر للنفايات الطبية مما بات يلزمها بتطبيق القوانين والمعايير الدولية المعتمدة بهذا الخصوص، وأخذ كل تدابير الحيطة والحذر من خلال إعمال الوسائل الضرورية لجمع هذه النفايات ونقلها والتخلص منها بطريقة علمية وآمنة. هذا، وتشكل النفايات الطبية خطرا متفاقما على صحة الإنسان بمراكش وعلى البيئة المحيطة به، خاصة عندما تختلط بالنفايات المنزلية العضوية في الأماكن العمومية أو المطارح البلدية، نتيجة احتوائها على الأدوات الحادة من مشارط وإبر، وضمادات ولصقات وقفازات وأنابيب ومخروطيات للإنعاش الوريدي والباطني ومواد كيميائية سامة وإشعاعية، وبالرغم من توفر المغرب على قوانين بيئية تؤطر مجال تدبير النفايات الطبية والصيدلانية، وتمنع منعا كليا رميها ضمن النفايات العمومية، وتحث على ضرورة تعقيمها أو إحراقها لإبطال مفعوليتها وفقا للمعايير الدولية، فما يزال يسجل حضور هذه النفايات خطرا محدقا بالبيئة المراكشية، مما صار يدعو إلى قرع أجراس الإنذار بالمخاطر المترتبة عنها، ويلزم التحسيس ابخطورتها الكامنة خاصة بالنسبة لعمال النظافة أو من قد تكون له صلة مباشرة بها، حيث تتسبب في الإصابة بأمراض مزمنة و أوبئة معدية، كالتهابات الكبد الفيروسية والعدوى المعوية وأمراض الجهاز التنفسي وفطريات الالتهابات الجلدية والتسمم وأمراض الدم . وعبرت الدكتورة لطيفة بلالي المختصة في قضايا البيئة ،عضو مكتب مركز تنمية جهة تانسيفت، في تصريح ل ” مراكش بريس” :عن أملها في أن يقوم المستثمرون الخواص بإحداث وحدات لمعالجة هذه النفايات الطبية على مستوى كل جهة من جهات المملكة، وذلك من أجل تفادي نقلها إلى أماكن بعيد، مؤكدة على خطورتها على مستويات الهواء والماء والتربة. كما تساءلت بلالي عن مصير المشروع المزمع إنشاؤه حول لإعادة تأهيل المطرح البلدي وإخضاعه للمراقبة الحينية والدائمة بما يستجيب لعدد من المعايير البيئية والصحية المتعارف عليها وطنيا ودوليا، وتفادي العمل التلقائي، الذي يتم من خلاله التعامل مع النفايات الطبية كنفايات منزلية وعضوية، وشددت بلالي على أهمية فرز وعزل النفايات في أكياس تختلف ألوانها باختلاف خطورة المواد التي تحتوي عليها ووضعها في حاويات يتم إغلاقها بشكل محكم قبل نقلها إلى المستودع الخاص بها ، درءا لتلوث المياه السطحية أو الجوفية وانتشار الأمراض . في نفس السياق، ركز الدكتور محمد سعيد بلقاضي، رئيس مصلحة الشؤون المهنية بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، على ضرورة الانتباه إلى أن هذه المؤسسة، التي تضم حاليا 826 سريرا ويقدر حجم إنتاجها السنوي من النفايات بحوالي 122 ألفا و374 كلغ ضمنها 94 ألفا 675 كلغ من النفايات اللينة كاللفافات والقفازات وأنابيب التغذية الوريدية، و4846 من النفايات المتعلقة بالمشيمة، و16 ألفا 303 كيلو غرام من النفايات الدموية، و2267 كلغ من المواد الحادة والقاطعة، و4283 كلغ من محلولات المختبرات ، تخصص سنويا حوالي 800 ألف درهم لتدبير النفايات الطبية. ومعلوم أن المركز الاستشفائي محمد السادس بمراكش تعاقد مع واحدة من الثلاث شركات المتخصصة في تدبير هذه النفايات الطبية، مؤكدا، أن مستشفى الأم والطفل يعتبر نموذجا يحتذى به في التعامل مع هذا النوع من النفايات الخطرة من خلال اعتماد إجراءات صارمة لتدبيرها والتخلص منها وفق الشروط الضرورية.. مراكش بريس