تميزت السهرة الختامية ل “مهرجان الضحك لمراكش” التي نظمت في نهاية الأسبوع الماضي بقصر البديع التاريخي بالمدينة الحمراء, بحضور نجم المفاجأة الفكاهي جاد المالح الذي استطاع أن يلهب حماس الجمهور العريض الذي حضر هذا الحفل، وشكلت هذه السهرة فرصة مواتية لمحبي هذا الفنان من المغاربة والأجانب،الذين حل بعضهم بمراكش قادمين من مدن أوروبية للالتقاء بهذا الفنان المبدع والمفضل لديهم والذي استطاع خلال هذه السهرة جعل الجمهور يتجاوب معه بتلقائية وحماس منقطع النظير. ويهدف هذا المهرجان الذي عرف مشاركة فكاهيين من المغرب وفرنسا وآخرين شباب يسعون إلى إبراز ملكاتهم الفنية في هذا المجال تنشيط المدينة الحمراء ثقافيا وفنيا وسياحيا. كما شكل هذا المهرجان, الذي نظمته مؤسسة “ديب جام” على مدى أربعة أيام فرصة سانحة للجمهور المغربي الذي تتبع فقرات فكاهية لفنانين مرموقين, وذوي صيت عالمي, مما مكنهم من قضاء أوقات من الفرح والسرور والترويح عن النفس. وشارك في هذا المهرجان فكاهيون معروفون كجمال الدبوز من خلال عرضه “الكل حول جمال”, وفلورانس فوريستي وباتريك تيمسيت ومالك بنطلحة وكيف أدامس إضافة الى فكاهيين شباب. يشار إلى أن مهرجان الضحك لمراكش نظم هذه السنة بتزامن وتشارك مع الدورة الخامسة لفنون الشارع بالفضاءات العمومية “أوال ناغ” التي ستختتم فعالياتها اليوم الأحد بالمدينة الحمراء . ونجح الفكاهي المغربي المعروف، والمنحدر من أصول يهودية جاد المالح في خلق لحظات أفراح مستديمة وضحكات عميقة وتلقائية ممتعة في صفوف الجمهور الحاضرعبر إثارة ذكريات شيقة من الطفولة التي طبعت الحياة اليومية للانسان المراكشي خصوصا، والمغربي عموما وذلك في قالب هزلي دلالي مقرون بالجدية الدافعة للإبتسام . وقد استمتع الجمهور كثيرا بالعرض الذي قدمه هذا الفنان خاصة في اللحظات التي صعد فيها الفنان المبدع جمال الدبوز إلى خشبة العرض لمشاركته وخلق ثنائي فكاهي فريد من نوعه مما ألهب حماس الحاضرين ولقي ترحيبا واسعا منهم،كما تعاقب على خشبة العرض عدد من الفكاهيين المرموقين الآخرين, أمثال دجال وفلورانس فوريستي وباتريك تيمسيت ومالك بنطلحة وكيف أدامس والكوميدي الكندي مارتان ماط والثنائي عمر وافريد. وفي تصريحات استقتها “مراكش بريس” لدى عدد ممن تابعوا هذا العرض عبر هؤلاء عن اعتزازهم بهذه المبادرة الفريدة من نوعها والهادفة الى خلق جو من الفرح وتمكين المدينة الحمراء من تأكيد مكانتها مجددا كأرض للسلام والتسامح والتعايش. من جهة أخرى، ثمنت فعاليات سياحية من المجلس الجهوي للسياحة ما وصفته بمستوى التنظيم الذي عرفته هذه التظاهرة التي تزامنت مع مهرجان الرقص الشرقي الذي ينتظم في نفس الوقت ،بحضور ما يزيد عن ثمانية عشرة أستاذا مختصا في فن الرقص الشرقي، مؤكدين أن تزامن مثل هذه الملتقيات الفنية والإبداعية من شأنها أن ستساهم لا محالة في انعاش وجهة المغرب السياحية،مشددين على ضرورة تضافر الجهود من أجل تمكين مثل هذه المهرجانات من الاستمرارية بحيث تصبح ضمن أجندة التظاهرات التي تعرفها مراكش كل سنة. من جهته، اعتبر الفكاهي جمال الدبوزفي حديث ل “مراكش بريس” أن الاعتداء الذي استهدف مؤخرا ساحة جامع الفنا بمدينة مراكش يعد سببا وجيها لإنشاء هذا المهرجان للتأكيد على أن الإرهاب لا يمكن أن ينال من قيم التعايش والتمدن والإختلاف والسلام التي تميز المملكة المغربية على العموم وتترجمها مراكشالمدينة الحمراء بكل دفء وحميمية. محمد القنور