منذ أن بدأ النشاط السياحي يأخذ شكله المعاصر، اكتشف الرواد وعشاق الطبيعة من السياح الأجانب والزوار المغاربة فضاءات متميزة لممارسة السياحة الجبلية بمناطق جهة مراكش تانسيفت الحوز. خصوصا في مناطق جبال الأطلس الكبير الزاخرة بالتنوع الطبيعي والثقافي جنوب شرق مراكش على إمتداد أوريكة وأغبالو وإمليل واسني ، تؤثنها مؤسسات سياحية جميلة ، تختزل عبق الأصالة المغربية، وجموح الحداثة العالمية . وتعتبر “دار إيكاليمو” Dar IKALIMO المتواجدة على الضفة اليمنى من وادي أوريكا، بمنطقة أغبالو إحدى هذه دور الضيافة الجميلة التي تزيد قيمة مضافة ضمن الحياة السياحية المغربية والعالمية، بزخمها الثراثي وبموقعها الحاضن للجبل، والمفتوح على الفجاج الأطلسية في سمفونية عابقة ، تعيد ترتيل الأناشيد الصباحية . تتحدث المسؤولة القانونية عن “دار إيكاليمو” السيدة رشيدة المنيعي، عن مدى عشقها للطبيعة ومدى تعلقها بالوطن ومقدسات الوطن، مشيرة أن الإسم الغريب والشاعري للدار، ” إيكاليمو” يختزل فقط الأسماء الأولى لأبنائها ، إيمان ،كاميليا ،سليمة ،حليمة ومحمد، وهي دلالة عن عمق حنان أمومة يتوحد مع الطبيعة، ليصنع لؤلؤة ترفيهية وعمرانية في عمق الأطلس الكبير هي “دار إيكاليمو” في جمال خلاق لايضاهى. والواقع، أن “دار إيكاليمو” تأتي في سياق التطورات الإنعاشية والإستثمارية التي عرفتها السياحة الجبلية بالوطن في العقد الأخير،والتي إنتعشت موازاة مع تطور المجال القروي والجبلي المغربي، وتفاعل الكثير من الخصوصيات التي إنبت على تحيين كل أنساق الإصلاح التنموي والمساهمة في اتجاه تشجيع الإستثمارات الصغرى والمتوسطة في المجال السياحي، إضافة إلى ما تمتاز به تمتاز منطقة الأطلس الكبير بإقليم الحوز من تنوع تضاريسي، وأنثروبولوجي و اعتدال مناخي وتباين جمالي وفلكلوري قل نظيره ويستقطب هذا التنوع العديد من السياح سواء الذين تستهويهم شمس الجبال وأعاليها وهواءها وثلوجها ويحدوهم العيش ولو لأيام معدودة في درى السكينة الجبلية والجمال الفياض الذي يتدفق مع كل قطرة جدول، وفي كل هبة نسيم، ضمن بيئة نظيفة. من جهة أخرى، يرى مجموعة من الخبراء المغاربة والأجانب في الميدان السياحي ، أن مثل هذه المشاريع من شأنها أن تفك العزلة ، وتساهم في التخفيف من وطأة التهميش على المناطق الجبلية النائية، وتوفر مناصب شغل لأبناء وساكنة هذه الأخيرة ، تعرف نوعا من والعزلة تشكل عائقا يحول دون إدماجها في أي عمل تنموي . ولعل الاهتمام بالسياحة الجبلية يشكل مدخلا مهما في تنمية مثل هذه المناطق ويحول دون هجرة سكانها طلبا للشغل، والخدمات . والواقع، أن رشيدة المنيعي المسؤولة القانونية عن “دار إيكاليمو” تؤمن بما يفرضه المسار المنهجي والعملي لمثل هذه المشاريع السياحية، من انفتاح تشاركي على السكان المحليين، وتشغيل الطاقات الشابة بلمنطقة قبل كل شيء، والتواصل مع كافة الفاعلين والمهتمين بالإقليم وبالجهة، قصد المساهمة في تأسيس هادف لأوراش النهوض الجماعي السياحي والثقافي الفعلي سواء على المستوى الجهوي،أو وطنيا .