إفتتح مؤخرا بالفضاء الأمريكي بمكتبة إبن يوسف التابعة لدارالثقافة الداوديات في مراكش معرض الفنان التشكيلي الإمريكي نوا هايتن Noah Haytin ، وهو المعرض الذي افتتحته القنصلة الأمريكية المعتمدة بالدار البيضاء، ومجموعة من الشخصيات المنتمية لعالم الفن ومجموعة من الفعاليات الفكرية والرموز الثقافية والأكاديمية ،وممثلي المنابر الإعلامية بمدينة مراكش ،وحسب بلاغ صادر عن قسم الشؤون العامة بالسفارة الإمريكية فإن تنظيم المعرض جاء في إطار التعاون الثقافي بين قنصلية الولاياتالمتحدة و إدارة مكتبة بن يوسف المعنية. ومعلوم أن أعمال الفنان التشكيلي الإمريكي نوا هايتن Noah Haytin سبق أن عرضت في عدة دول عربية وغربية بدءا من دبي ووصولا للمملكة المغربية، مرورا بفرنسا وانجلترا واسبانيا وألمانيا وايطاليا و وهولندا. والواقع، أننا أمام تجربة نوا هايتن Haytin نكون امام فن التحديث والتفاعل الصارم مع المجتمع.. انها كما يعتقد الفنانون التعبيريون من خلال مقاييس ومدرسة (فن اللافن) الذي يحطم الاطر التقليدية ويتبنى الرغبات الفوضوية للانسان. دعت الحداثة العوالم الواقعية والحضارية التي قام عليها فن القرن التاسع عشر واعتمد بدلا منها العوالم الغنائية الموغلة في الخيال والتهكم التي تمتلك القدرة عن الابداع والتحطيم في آن، والحق، أن أعمال الفنان التشكيلي الإمريكي ” نوا هايتن Noah Hayten” تتماوج ما بين الواقعي والتجريدي ، وتتأرجح بشكل هارموني في الإبداعات اللاصقة مابين المرئي والدلالي معتمدا على رسم مربعات عمودية وأفقية..وخطوط ومتعرجات مائلة تعكس الأضواء المشمسة في مراكش وكاليفورنيا، تجعل منها التكوين الأساسي لمادته التشكيلية التي يحاول من خلالها.واستطاع ان يرسب القوة التسطيحية للأطياف والأجسام والنوافذ والأبواب والمساجد والصوامع المراكشية وناطحات السحاب الكاليفورنية الى إشكالها الأولية اللاشخصية والتي استخدمت معادل ميكانيكي بأسلوب مستمد من الطراز الذي استخدمه مصورو التجريديات الأوائل . إلى ذلك تخضع إبداع اللوحة التشكيلية عند الفنان “نوا هايتن”Noah Haytin إلى المقاييس العملية التشكيلية المبنية عن القيم الهندسية التي عادة ما تؤكد على أصولية اللوحات وعلى حدة صفائها واستقلاليتها وانفصالها عن كل هجين يؤثر عن أوصالها، أو يعيد تركيبها تحت طائلة فلسفة الكولاج التي تتحول إلى آليات أكثر تعقيدا من خلال التركيب مع صبغة “الاكريليك”.. التي تأخذ الفنان نوا هايتن Noah Haytin إلى فضاءات تجريد ما بعد الرسومية. ويعتبر الفنان التشكيلي الإمريكي “نوا هايتن” Noah Haytin ، من أبرز الفنانين التشكيليين الإمريكان على مستوى الفكر التشكيلي كأحد المجددين في تيار الكولاج، والتجريدية الجديدة من جهة ، فضلا عن كونه يمثل من خلال لوحاته المعروضة التفسير الأمثل للتيار التأثري التثاقفي بين الولاياتالمتحدة الإمريكية والمملكة المغربي . لقد تم النظر إلى المثاقفة من خلال جيل الفنان التشكيلي الإمريكي “نوا هايتن” Noah Haytin مع الغرب في كونها هي الأساس في نشأة الحداثة الجديدة. وهي مثاقفة عملية وذوقية، توحد بين أنماط التفكير والأسس الجمالية بين الشرق والغرب. ولهذا فإن مستوى التأثر في أعمال الإمريكي نوا هايتن Noah Haytin أوضح من مستوى التفاعل و التبادل الثقافي، حيث تشكل محور الرؤية النقدية لليومي المعاش ولما يختلج في نفس الفنان نفسه من ذكريات ومشاهد ورؤى ومواقف فكرية وبصرية تتوحد خلالها ولاية “كاليفورنيا” كاليفورنيا التي درس “هايتن Hayten ” بإحدى جامعاتها “بلونك بيتش” وبين مراكش حيث يعيش ويستلهم أبرز مواضع لوحاته حيث تنعكس على مستوى المضمون رسائل الانفتاح ومقومات السلام والمؤاخاة، عبر القنابل التي تتفجر بالأزهار وباقات الورود، والألوان الكاليفورنية والإيقونات التي تتآخى بشكل ضمني مع قسمات مسجد إبن يوسف في مراكش العتيقة، ومع دفء الأزقة العتيقة وعبق التوابل في أسواق البهجة. ومن منظور نقدي آخر فإن الفنان التشكيلي الإمريكي “نوا هايتن Noah Haytin “ يؤسس بشكل ضمني رؤى جديدة تتجاوز المنظور التجريدي الذي وضعه كل من (بول كلي) Paul Klée في تجربته التشكيلية الأخيرة، قبيل وفاته، وصاحب الحصان الأزرق “كاندنسكي” Vassily Kandinsky في صوره التجريدية الخالصة.