أفردت الصحف البريطانية الرئيسية مساحة واسعة لزيارة ولي العهد البريطاني ، الأمير تشارلز للمغرب . وفي ثنايا التغطية استخفاف غير مسبوق بسمعة البلد وسيادته ، إلى حد وصل فيه مراسل صحيفة " الدايلي تلغراف " بالرباط وصف زيارة حفيد الاستعمار البريطاني ووعد بلفور ، لضريح الملك الراحل الحسن الثاني ب " زيارة قبر طاغية المغرب " . وكانت وكالات الأنباء العالمية نقلت عن الصحيفة البريطانية في عددها ليوم أمس ، قولها إن زيارة ولي عهد بريطانيا للمغرب تأتي في وقت تعاني فيه البلاد من عدم الاستقرار ، في إشارة إلى احتجاجات حركة 20 فبراير ، وتحدثت عن إمكانية إلغاء الزيارة بسبب تلك الاحتجاجات إذا لم يتم تعزيز إجراءات أمنية إضافية . أما الكاتب بصحيفة " الغارديان " ، جون هيلاري ، طالب بمساءلة حكومة كاميرون على منح المغرب شرف زيارة أمير ويلز ، وبرر هذا الطلب بما أسماه " استعمار المغرب للصحراء الغربية " ، ونصح ولي عهد بلاده بممارسة الضغط على الملك محمد السادس وإرغامه على ترك الصحراء و " الاعتراف بسيادة الشعب الصحراوي على أرضه وثرواته " . وفي وقت تسلخ فيه وسائل الإعلام البريطانية المعروفة بموضوعيتها مثل " الغارديان " و " الدايلي تلغراف " ، سمعة المغرب ، من أجل الضغط على المسؤولين المغاربة لانتزاع مكاسب منهم عن طريق الابتزاز الإعلامي ، دأبت وسائل الإعلام المغربية على الاهتمام بالجوانب البرتوكولية للزيارة . مما يعني تلازم استخفاف المسؤولين ووسائل الإعلام على حد سواء بالرأي العام ، استخفاف عبر عنه الوزير الأول عباس الفاسي بقوله لأمير ويلز ، إن احتجاجات حركة 20 فبراير " تعبير عن مطالب اجتماعية " . وفيما يلي نص تقرير ، راينر غوردون ، مراسل " الدايلي تلغراف " من الرباط ، بعنوان " أمير ويلز يضع إكليلا من الزهور على قبر طاغية المغرب " : وصل الأمير و دوقة كورنوول إلى الرباط وسط احتجاجات مستمرة ضد النظام في بلاد غير ديمقراطية ، وزار ضريح محمد الخامس حيث دفن الملك الراحل وابنه الحسن الثاني . وشهدت فترة حكم الحسن الثاني الذي توفي في 1999 ، اغتيال مئات الأشخاص احتجوا ضد نظامه ، من بينهم أكثر من 300 شخص قتلوا في المظاهرات ، و 174 لقوا حتفهم في السجون . ووسط اشتعال " الثورة السلمية " في عهد الملك الحالي ، محمد السادس ، وعد هذا الأخير بالتخلي عن سلطاته التنفيذية ، بما في ذلك الحق في اختيار رئيس الوزراء ووزراء آخرين ، بعد احتجاجات شهدتها شوارع المغرب على نطاق واسع في الشهريين الماضيين . وقال عبد المومني ، وهو ناشط معارض يطالب بالديمقراطية ، إن توقيت زيارة الأمير لقبر الحسن الثاني كان بعيد عن المثالية . وأضاف قوله " بعض المغاربة يظنون أن الوقت غير مناسب لهذا النوع من الزيارة ، وليس بأفضل مكان للزيارة " . وقال أحد قادة الاحتجاجات ، طلب عدم الكشف عن اسمه : " سجل الحسن الثاني في مجال حقوق الإنسان كان مروعا ، وعائلات الأشخاص الذين قتلوا خلال فترة حكمه لن تكون سعيدة بوضع الأمير تشالرز إكليلا من الزهور على قبره ، على الرغم من أنني لا أعتقد أن الأغلبية الواسعة من المغاربة ستكون لهم آراء قوية حول هذا الموضوع " . Ecouter Lire phonétiquement وعلى الرغم من مخاوف ما قبل الزيارة ، والتي يمكن أن تواجه الأمير وزوجته من قبل المتظاهرين خلال إقامتهم لمدة ثلاثة أيام ، حيث شاهدت للمرة الأولى متظاهرين من المعلمين وقفوا أمام مبنى وزارة التربية للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل . وقال السيد عبد المومني " الناس لا ترى في زيارة الأميرين حدثا سياسيا ، ولا نتوقع أن يتظاهر المغاربة ضد الزوجين ، وحتى وضع إكليل من الزهور على ضريح الحسن الثاني ، يعتبره معظم المغاربة من التزامات الدبلوماسية " . وأجبرت الاحتجاجات التي تقودها حركة 20 فبراير الشبابية ، والتي نظمت حملاتها عبر مواقع الشبكات الاجتماعية " الفايس بوك " و " تويتر " ، الملك محمد السادس على إعلان تخليه عن سلطاته التنفيذية لصالح نظام الملكية – البرلمانية البريطاني النمط في خطاب نادر عبر التلفزيون . وقال الوزير الأول المغربي عباس الفاسي ، إن الأمير وصل إلى البلاد في منتصف الثورة . وأضاف قوله : " هذا حدث كبير جدا بالنسبة للمغرب ، من أجل الملك وجهت الدعوة إلى الأمير ، وسوف نؤكد على متانة العلاقة التاريخية بين البلدين " . وأضاف "هذه الزيارة ذات بعد رمزي بالنسبة لنا لأنها تأتي في لحظة من عدم الاستقرار في كثير من البلدان ، والأمير من خلال زيارة المغرب ، يؤكد أن المغرب بلد مستقر ". وأضاف السيد الفاسي أيضا : " هناك إعادة تشكيل (النظام السياسي) إنها ثورة ، ثورة سلمية " . وبعد زيارة الوفد الملكي إلى الضريح ، حيث غطت الأميرة دوقة رأسها بغطاء تمشيا مع التقاليد الإسلامية ، دعيت الأميرة دوقة إلى معرض للأزياء في مركز الفنون الثقافية بالرباط . واستمتعت الأميرة بالتقاط صور مع عارضات نماذج مختلفة من القفطان ، طرزها مصممون محليون . وأنهى الاثنان اليوم ، بمأدبة عشاء مع الجمهور وخاصة مع الملك محمد السادس في قصر دار السلام في الرباط .