أعلنت 20 هيئة حقوقية اعتزامها المشاركة في الاحتجاجات المزمعة يوم 20 فبراير، والتي دعا إليها نشطاء فايسبوكيون. وأكدت هذه الهيئات في بيانها أنها سجلت استمرار انتهاك الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالمغرب، مما تسبب في القيام بمجموعة من الحركات الاحتجاجية المطالبة باحترام الحقوق والحريات، وضرورة إيجاد الحلول للمشاكل اليومية لمختلف فئات الشعب المغربي. وأكد البيان على دعم الهيئات الحقوقية الموقعة عليه لكل الحركات الاحتجاجية السلمية المعلنة من أجل الحقوق والمطالب المشروعة للشعب المغربي وعلى رأسها "تغيير الدستور". كما دعاالدولة المغربية إلى التعامل بشكل حضاري مع الاحتجاجات وضرورة احترام إرادة المواطنين في الاحتجاج السلمي وضمان حقهم في "التعبير بشكل حضاري عن تطلعاتهمفي وطن ينعمون فيه بالحرية والكرامة والمواطنة. هذا وقد أعلنت أيضا جماعة العدل والإحسان مشاركتها، ذات الطابع السلمي، في هذه الاحتجاجات، إضافة إلى هيئات أخرى ونقابات.. وبإطلالة صغيرة على موقع الفايسبوك يلاحظ أنه تحول إلى حلبات صراع وتراشق كلامي بين الداعين والمؤيدين لثورة العشرين من فبراير، وبين الرافضين الذين يكيلون لهم تهما بالعمالة والخيانة والكفر... يقول دعاة الثورة أنهم سيخرجون للمطالبة بالإصلاحات الشاملة وعلى جميع الأصعدة، أنهم سينتفضون ضد الفقر والتهميش والإقصاء وضد الفساد بكل أشكاله... كلهم ثقة في قدرة الشعب على تغيير أوضاعه بنفسه و استعادة تملك مصيره السياسي، الاقتصادي و الاجتماعي... يقولون أن الأسباب التي دفعت المصريين والتونسيين للثورة على حكامهم هي نفس الأسباب التي تدفع أغلبية شباب المغرب وفقرائه للنضال من أجل التغيير، فليس المغرب استثناء. فالشعب المغربي يئن تحت وطأة الفقر والبطالة والتهميش، والمفسدون مستمرون في الاغتناء وتكديس الثروات على حساب ضروريات العيش الكريم للمواطن المغربي البسيط؛ تعليم مأزوم وصحة معتلة وأسعار ملتهبة وشغل مفقود. ولم تفلح نداءات التدارك ولا دعوات الحذر من كل الغيورين، فقد صم النظام آذانه ومضى في تخريب البلاد وتحقير الشعب وتهميشه ، والتمكين للحكم الاستبدادي الفردي؛ فلا الحكومة تحكم، ولا البرلمان يشرع، ولا القضاء يفصل بالحق، مما عمق الشعور بالإحباط واليأس لدى كل فئات الشعب المغربي فقيرها وغنيها. أما المناهضون لاحتجاجات 20 فبراير فيرون أن للمغرب خصوصيته، وأنه أحسن وضعا من باقي الدول العربية، وأن الملك الشاب سجله نظيف ونيته في المضي بالمغرب قدما قائمة. كما أن أعداء وحدة المغرب الترابية يتربصون بسيادته وأن مثل هذه الاحتجاجات هي فرصة سانحة لهم للنيل من استقرار البلد... وأن هذه المظاهرات ستنسف عشر سنوات من عمل الملك، بل ستجر سنوات من التخريب، فالداعين لها أعداء للوطن ومتهورون ومراهقو فيسبوك... بين مؤيد ومعارض تبقى حركة 20 فبراير حدثا سيترك أثره لا محالة على الواقع المغربي إن سلبا أو إيجابا. حول احتجاجات العشرين من فبراير، جدواها من عدمه، نفتح إذن النقاش بين قراء المرايا، ليدلي كل واحد منكم بدلوه في هذه البئر المجهول غورها، ولنرى بما ستجيء به الدلاء..