يبدأ وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط غدا الثلاثاء جولة عربية تشمل كلا من تونس والمغرب يسلم خلالها رسالتين من الرئيس حسني مبارك إلى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والعاهل المغربي الملك محمد السادس . وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي في تصريح صحافي اليوم أنه سيتم خلال الجولة التي تستمر ثلاثة أيام عقد الدورة ال12 للمشاورات السياسية على مستوى وزيري الخارجية بين مصر وتونس كما سيعقد اجتماع على المستوى الوزاري لآلية التشاور السياسي بين مصر والمغرب . ولم يشر المتحدث المصري إلى موضوع تفجيرات الإسكندرية ، والتي أدانها العاهل المغربي محمد السادس بشدة ، إلا أن هذه الزيارة تطرح أكثر من علامة الاستفهام خاصة وأنها تأتي في سياق تشهد فيها مصر فتنة داخلية غير مسبوقة شهدت صدامات بين مسيحييها ومسلميها . غير أنه لفت إلى أن الجولة ستشمل كذلك التشاور السياسي حول الملفات الساخنة في المنطقة من العراق إلى لبنان إلى اليمن وآخر تطورات القضية الفلسطينية إضافة إلى بحث سبل تفعيل آلية اجتماعات وزراء خارجية دول (اتفاقية أكادير) وهي مصر وتونس والمغرب والأردن والتي لم تجتمع منذ خمس سنوات وتنشيط اللجنة العليا المشتركة بين مصر والمغرب واستحداث آليات جديدة لعملها . وأوضح المتحدث أنه يجري حاليا الإعداد لعقد اللجنة المشتركة بين مصر وموريتانيا والتي ينتظر أن تنعقد خلال النصف الأول من العام الحالي وذلك " استكمالا للتحرك المصري النشط تجاه دول المغرب العربي والذي سيكون ضمن أولويات السياسة الخارجية المصرية في عام 2011 " . وفي علاقة بالتفجيرات التي استهدفت كنيسة القديسين بالإسكندرية ، شهدت المدن المصرية أمس الأحد تظاهرات غاضبة تنديدا بتلك التفجيرات ، حمل خلالها المتظاهرون الأمن وأجهزة الدولة مسؤولية " التقصير الأمني " في حماية الكنائس ، بينما أعلنت وزارة الداخلية حالة التأهب القصوى حول المنشآت الحيوية للدولة . وتظاهر مئات الأقباط أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية (الكنيسة المصرية) منذ فجر الأحد، رافعين صلبانا خشبية ومرددين هتافات تندد باستهدافهم، كما تعرض بعضهم لموكب شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية ووزير الأوقاف الذين زاروا الكاتدرائية ظهر اليوم نفسهلتقديم العزاء للبابا شنودة . وقال شهود عيان إن مئات من الشبان المسلمين والمسيحيين اشتبكوا في شارع رمسيس أحد أهم شوارع القاهرة بعدما انفض سرادق في الكاتدرائية المرقسية لتلقي العزاء بضحايا كنيسة القديسين في الإسكندرية . وأضافوا أن مئات من الشبان المسيحيين خرجوا إلى شارع رمسيس واقفلوه في ختام سرادق العزاء، ثم رشقوا الشرطة بالحجارة . وأشاروا إلى أن عشرات من الشبان المسلمين تجمعوا في شارع جانبي في الوقت عينه، ثم هاجموا الشبان المسيحيين بالحجارة وهم يهتفون "إسلامية... إسلامية" و"بالروح بالدم نفديك يا محمد " . وكان الشبان المسيحيون يرددون لدى خروجهم من الكاتدرائية هتافات منها "بالروح بالدم نفديك يا صليب " .