تجاهلت الصحافة الإسبانية بمختلف أنواعها الحديث عن التظاهرة المليونية التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء أمس تنديدا بتوظيف الحزب الشعبي لملف الصحراء في الأجندة الداخلية الإسبانية ، ورغم كون إسبانيا هي المعنية الأولى بالمسيرة ، فإن الإعلام الإسباني خصص لها خبرا لم يتعد 15 ثانية بثته القناة العمومية الأولى . ووفق ما أوردته صحيفة " القدس العربي " اللندنية ، فإن كل وسائل الإعلام الإسبانية تفادت الحديث عن أكبر تظاهرة شهدها المغرب موجهة إلى انتقاد الحزب الشعبي الإسباني والصحافة الإسبانية بخصوص ملف الصحراء ، رغم تواجد الكثير من المراسلين الإسبان في المغرب وعملهم الدائم على تغطية جميع ما يجري في البلد . من جانبه قال الصحفي الإسباني بيدرو كاناليس ، لذات الصحيفة ، إن " صمت الصحافة الإسبانية حول تظاهرة الدارالبيضاء مدهش ولا يعادله سوى الاندهاش الذي خلفته التظاهرة في حد ذاتها بسبب حجمها الكبير " ، مضيفا " أن القناة الأولى أعطت الخبر في 15 ثانية ، وسط غابة من الأخبار ودون إبراز أهميته " . وأضاف قائلا إن " وسائل الإعلام الإسبانية كانت تنتظر مشاركة عشرات الآلاف من الأشخاص المقربين من الإدارة ، لكن حجم التظاهرة المليونية خلف مفاجأة كبيرة لأنه أبان عن حجم تأييد الجماهير المغربية لمغربية الصحراء الغربية وحجم التنديد بالحزب الشعبي " . ويقول مراقبون إن غياب خبر التظاهرة عن نشرات الأخبار في قنوات التلفزيون والراديو ومواقع كبريات الصحف على شبكة الإنترنيت ، يضع وسائل الإعلام الإسبانية في موضع تساؤل حقيقي حول أخلاقيات الممارسة الصحافية ، خاصة وأنها اعترفت بنشر صور ملفقة لاتهام المغرب بقتل صحراويين ، مما يعني أنها اتخذت موقفا سياسيا من ملف الصحراء . وهناك إجماع وسط خبراء الإعلام ، على أن هذا الصمت يدل بشكل كبير على غياب أخلاقيات الصحافة الإسبانية واحترافيتها عندما تتعاطى مع المغرب وملف الصحراء ، لأنه عندما يقع حدث بحجم تظاهرة الدارالبيضاء وتحجم حتى وكالة الأنباء " إيفي " عن بث الخبر، فإن الموضوع يطرح أكثر من سؤال .