يوميات سفير بدرجة فاشل مجموعة قصصية قصيرة جدا- الجزء الأول 3- المِسْتَر سعيد في تل أبيب! أصبح علكة الأفواه وحديث مجالس الدبلوماسيين العرب.. بعدما كشفوا حقيقته المخزية، صار الرفاق يتندرون، يتغامزون، يتفكهون، ويتحرشون بالملحق الثقافي الذي كان ذات يوم موظفا بتل أبيب! في أحد المجالس حاصروه بأسئلتهم، وحشروه بالزاوية.. اصفر وجهه الشاحب، تلعثم وفمفم وتأوه.. اشتد الحصار، توقف حمار الشيخ، وضاق به المكان على سعته.. لم يجد بُدّا من الانسحاب، هرول إلى الباب وفي حلقه غصة، تمتم بكلمات كمن يهدد تلاميذ مدرسة ابتدائية: "والله لأشكوكم لسعادة السفير"!.. من سوء حظه علقت ملابسه بمسمار مهترئ، تقطع السروال، أجهش سعيد بالبكاء بينما تصاعدت ضحكات الدبلوماسيين على صدى تحية الوداع: "سلم على السفير يا مستر تل أبيب"!!.. 4- نشاط غريب صحا باكرا على غير عادته، تعطر وتأنق طويلا أمام المرآة.. صفرت زوجته مستغربة الحيوية الزائدة والنشاط غير المعهود! سألته: أيّ موعد مهم يجليك مبكرا عن البيت؟ ردّ مستنكرا: ألم أخبرك بضرورة الوجود المبكر بالسفارة تحسبا لأيّ طارئ؟ ألا تدركين خطورة الحملة الشنعاء على المنصب؟ أجابت باندهاش أكبر: أعلم، ولكن اليوم الأحد؟!