كشف تقرير لصحيفة " الاندبندنت البريطانية" أن الأرقام المتعلقة بجرائم الشرف في دول الشرق الأوسط وجنوب أسيا تفوق بكثير ماجاء في تقرير الأممالمتحدة في رصده للظاهرة, والذي قدر عدد الحالات بخمسة الآلاف حالة لفتيات أغلبهن في مقتبل العمر, يقتلن تطهيرا للعار الذي يلحق العائلة جراء حوادث غالبا ما يشكلن أول ضحاياها. وأورد التقرير الذي أعده الصحافي, روبرت فيسك, ودام عشرة اشهر من التحقيق في أقدم عادة وحشية في مجتمعات من بينها مصر, باكستان, الأردن, وفلسطين, حكايات تتقاسم تفاصيل مرعبة عن ظاهرة لها من التجدر في هذه المجتمعات من القوة ما يجعلها تنأى عن النصوص الدينية والرحمة الإنسانية. ويعتقد الكاتب أن التشريعات القضائية في بعض الدول العربية تصب في صالح مرتكبي جرائم الشرف, حيت تخفض بعض التشريعات عقوبة الجاني, فيما يوصف قتل الفتاة في تشريعات أخرى على انه انتحار. وينفي الكاتب عن الظاهرة صفة الخصوصية الإسلامية, فحسب أرقام الجمعيات النسائية في الأردن, يرتكب المسيحيين الأردنيين جرائم الشرف أكثر من المسلمين, خاصة إذا تعلق الأمر بفتاة مسيحية تحاول الهرب مع شاب مسلم, ورغم إنكار ذلك من طرف المجتمع المسيحي الأردني , إلا أن هنالك قصصا صادمة تؤكد انتشار الظاهرة في صفوف المسيحيين. كما يتهم الكاتب المجتمع بالتحيز ضد المرأة, حيت يشير إلى حوادث وقضايا يتم التستر عليها, من بينها حالات لآباء اغتصبوا بناتهم في مصر والأردن وعندما حملن قاموا بقتلهن. ويضيف أن أشكال القتل تختلف وتتعدد, فمنها الرجم حتى الموت, دفع الفتاة لانتحار, أو دفنها حية, غير أنها قد تتخذ أشكالا أخرى كما جاء في كتاب لصحافي تركي استشهد به الكاتب حيت دهست فتاتين تركيتان بسيارة من طرف أبناء عائلتهن لتطهير العرض. ويدرج الكاتب أمثلة عديدة تبين فظاعة ظاهرة يتزايد ضحاياها كل عام حسب ماجاء في تقرير منظمات حقوقية دولية. ويرى أن الأرقام تصنف باكستان على انه البلد الأسوأ من حيت عدد جرائم الشرف, و يورد الكاتب مثالا لرجل قام باستعمال الأحماض لحرق زوجته, مما أدى إلى ذوبان شفتيها وحرق شعرها وذوبان ثدييها. كما يضيف أن تطهير الشرف لا يقتصر على القتل فقط, بل قد يعاقب الجاني باغتصاب أخواته. ويتطرق الكاتب في ختام تقريره إلى الظاهرة في الغرب, كونها كانت مما جلبه المهاجرون معهم من تقاليدهم القاسية إلى الدول التي استقروا فيها كبريطانيا, ألمانيا, روسيا, وكندا, داعيا في الوقت نفسه لتصدي لما وصفه بتقاليد الأسرة الوحشية.