أود أن أدلو بدلوي في ما أثارته تقارير الكاتب أنور مالك في جريدة الشروق الجزائرية من ردود فعل مغربية أكاد أؤكد أن جلها كان انفعاليا بعيدا عن كل حكمة... ولعل من بين ردود الفعل غير المباشرة لذلك اختفاء عمود أنور مالك في مرايا بريس بعد أن أعلن "الوافد الجديد" على الموقع الزميل المحترم أحمد الجيلالي أنه لن يستمر في المساهمة في الموقع بكتاباته طالما يحتضن كتابات أنور مالك... أقول أن مصادرة حق الكلام والكتابة على الناس لا يستقيم وحرية الرأي والتعبير.. لأن الحق يعلوا ولا يعلا عليه.. ما قام به أنور مالك لا يعدو عملا صحفيا مهنيا لخصوم المغرب... لكنه مر عبر المهنية، أي أن الرجل نجح في تمثيليته للوصول والاقتراب من الصوت الانفصالي في الصحراء وإعطاء بعض الصدقية لما يكتب من إدعاءات الخصوم بخصوص قضية ولاء الصحراويين للمغرب.. بطبيعة الحال فجريدة الشروق الجزائرية لا تحتاج للانتقال إلى الداخلة لتقول مثل هذا الكلام أو لتزعم أن أهل الصحراء في عمومهم يميلون إلى الإنفصال أو الاستقلال، لكنها عندما تنجح في تسليل مراسل لها إلى الصحراء فإنها تعطي لطرحها صبغة الموضوعية والتحقق الميداني... ومعلوم بالضرورة أن عالم الصحافة لا يعرف الاستقلالية أو الموضوعية بالمطلق خصوصا في مسائل حساسة كمسألة الصحراء... أعتقد أن الهجوم الإعلامي على الرجل وعلى ما نشر في أشهر جريدة في الجزائر قد جانب في أغلبه المنهج الصواب من حيث أنه تعرض للرجل بدلا عن دحض مقولاته... إن الرد على تقارير جريدة الشروق الجزائرية كان لا بد أن يمر عبر نقاش علمي وتحقيق صحفي موضوعي يبرز عكس ما ذهبت إليه ملاحظات الرجل ... أما مصادرة الحق في الكلام فأحسب أنه من سلوكات فاشلة أكل عليها الدهر وشرب.. أما بخصوص مرايا بريس، فأعرف شخصيا أن مسألة تغيير موقع زاوية أنور مالك كان مطلوبا من مدة في ملاحظات العديد من المتابعين للموقع الذين كانوا يحثون أن يكون للأخوين الجزائرين يحيي أبو زكريا وأنور مالك زوايا "ثانوية" –بدل تبوئهما قمة الموقع في بدايته- بما أن الموقع مغربي ويستهدف بالخصوص جمهورمغاربة الداخل والخارج.. لكن سحب عموده في هذه اللحظة، وبعد التهديد -غير الحكيم في نظري وليعذرني زميلنا العزيز- الذي أطلقه أحمد الجلالي في ختام مقاله في الموضوع، لم يكن ليعزز صفة المهنية في موقع مرايا بريس... إذا كانت الملاحظات حول الأهمية الزائدة التي حضي بها الجزائريون في موقع مغربي قد جعلت المسؤولين يجعلون مقالات يحيي أبو زكريا تتبوأ موضعها المناسب وسط الموقع –بدل قمته- مع كل الاحترام للرجل وليس في الأمر أي موقف، بل في ذلك انسجام فقط مع طبيعة الموقع مغربي الهوى الذي يجب أن يسلط الضوء بالأساس على كل ما كان مغربيا.. لكن إخفاء عمود أنور مالك تماما في هذه الظرفية فيبدو لي غير موفق لأن الرجل أصبح في هذه اللحظة موضوعا مغربيا ووجب حضوره في الموقع لمحاورته ومناقشته وبيان انحراف رأيه ورؤيته... كما بدا الأمر غير لبق -ولا أحسب الأمر مقصودا لكنه قد يظهر كذلك- إذ بادر المسؤولون على المنبر إلى جعل سلسلة مذكرات عاهرة مكان عمود الرجل في إشارة قد يلتقطها البعض خطأ وقد يفهم منها ما لا يليق.. إن كتابات أنور مالك لن تحرم المغرب من حقه في الصحراء وإلغاء مساحة التعبير للرجل لن تخدم القضية ولن تضيف لها شيئا.. وحدها الحجة تدحض المزاعم... أما تكميم الأفواه فمن شأنه أن يعطي نتيجة عكسية وأن يوهم الناس وكأننا نكمم الأفواه الناطقة بالحق... إن من يثق بحجته لا يهاب مغالطة هنا أو زعما هناك... توضيح من إدارة الموقع: توقيف العمود الأسبوعي لأنور مالك لا علاقة له بما ينشر في الشروق.فقد تقرر توقيف العمود الأسبوعي في 20 جويلية 2010 بإتفاق ما بين الطرفين . مرايا بريس لا تخضع لضغوط أحد و لا ولن تتنازل عن إعطاء الفرصة للجميع للتعبير بكل حرية. أنور مالك كاتب مثير للجدل و لموقع مرايا بريس الشرف لتلقي بعض مساهماته بين الفينة و الأخرى. بالنسبة لمكان الأعمدة,أظن الأمر لا يستدعي توضيحا. مرايا بريس تقول:شكرا أنور مالك على كل ما قدمته لمرايا.