نستسمح الزملاء في مرايا بريس لاقتباس هذه المادة للزميل أحمد الجلالي،الذي رد على الخرجة الإعلامية الغريبة للكاتب أنور مالك،من خلال ما يشبه ربورتاج نشرته جريدة الشروق الجزائرية،المعروفة بعدائها للوحدة الترابية للمملكة. بقلم الصحافي أحمد الجلالي شكرا زميلي المحترم الذكي جدا أنور مالك.ومناسبة شكرك اليوم، اصالة عن نفسي ونيابة عن نفسي أيضا، هي خرجتك الأخيرة التي لم يكن يتوقعها كل من توهم أنك مساند لقضية المغرب الترابية.وتستحق التحية والشكرك أيضا لأنك أثبتت لي شخصيا، بما لا يدع أي مجال للريبة، أنك ذكي وأني لم أكن مخطئا أبدا عندما قلت لأصدقائي الصحافيين ولكثير من من أفراد النخبة المغربية إنك يستحيل ان تتبنى الاطروحة المغربية إزاء قضية الصحراء. وأشكرك أيضا لأنك كشفت غباء من مكنوك من أبواق الإعلام ظنا منهم أنك ورقة مهمة.لقد وضعتهم أمام ضحالة حسهم السياسي.،لقد احتفوا بك أيما احتفاء(وربما تهلاو فيك بطرقهم الكريمة جدا مع الاجانب)، لكنك بقيت وفيا لشيئين: جزائريتك التي انت مفتخر بها حد الهيام (وهذا حقك) ولحسك الصحافي (وهذا جيد إذ لم تلهك الزرود بأسا والداخلية عن القيام ب"المهمة" الأصلية (وأنت دوما في مهمات) التي جئت من أجلها للصحراء، حين اتفقت مسبقا مع رئيس تحرير "الشروق" الجزائرية للقيام ب "مهمة" كشفت عنها في حلقتين بالصحيفة المذكورة أعلاه.وإذ أهنئك على كونك أنجزت عملا صحافيا على حساب دافعي الضرائب من بني جلدتي،فإني أنصحك باستثمار هذه "الخبطة" لتكون بداية جيدة لكي تعود علاقاتك إلى سابق ودها (إن كان انقطع أصلا لأني أشك) مع المؤسسة العسكرية التي قلت فيها ما لم يقله مالك في الخمر، ولا الشافعي في الحشيش ولا ابن تيمية في الكوكايين! فأنت في النهاية ابن العسكر، وسيكونون سعداء بعودتك إلى "رشدك وانضباطك"، أيها الضابط. فكما كنت انتهازيا مع سلطات بلدي، اغتنم الفرصة وعد لبلادك وإني اتنبأ لك بترقية وعلاوات جزاء وفاقا على توبتك النصوح..وسمن الله صناديق" صوناتراك". لقد ظل المراقبون المغاربة يعتبرون أنور مالك،الضابط الجزائري المقيم في فرنسا،مناصرا للطرح المغربي حول الصحراء، وطبقوا أطروحة "عدو عدوي صديقي"، إلى أن طلعت علينا الشروق الجزائرية بربورتاج مطول من حلقتين أنجزه أنور مالك نفسه في الداخلة وأسا، لم يترك فيه شيئا في نفسه إلا وقد صرفه كلمات لا تقبل التأويل في أن الرجل لم يؤمن يوما بمغربية الصحراء ولا كان خصما لسادة قصر المرادية. والمثير أن نشر المقال تزامن مع الذكرى ال 11 لعيد العرش الذي اتسم خطابه هذه السنة بلغة قوية لا تقبل التأويل من حيث موقف الملك محمد السادس من دور الجزائر المعرقل لتسوية نزاع الصحراء. ولست أدري من اختار عناوين الحلقتين أأنت أم رئيس تحرير الشروق الذي لا شك أنه "مخمخ" على المادتين ولن يبخل عليك بتعويض في مستوى ما قمت به.لقد تم انتقاء العناوين بعناية لأنك كنت طيلة 3 ايام في الداخلة مع "شعب لا يومن إلا بتقرير المصير". ولغتك لم تكن أبدا مواربة فقد تحدثت عن المخزن بدل السلطات، واحتسيت شايا صحراويا منعنعا،رغم أن أهل الصحراء لا يستعملون النعنع أبدا، فانظر أي شاي شربت. وبما أني رجل تحقيقات صحافية أيضا فلن تفوتني الأشياء التي زدتها من عنديتك.سأفسر: انت تدعي انك كنت مراقبا طوال الوقت ومع ذلك تحدثت إلى كثير من الناس، وسبحان الله كل من التقيتهم كانوا"انفصاليين"، وكلهم تحدثوا إليك بالإشارة، وفي أعينهم جميعا حزن دفين..وغصة عاجزة عن تجاوز الحلق..، وسبحان الله وبحمده،مرة أخرى،لم تعثر على أي كان ليس حزينا، صحراويا مومنا بمغرية الصحراء مثلا، ولا أي شاب رفع العلم الوطني من دون أن تدفع له الدولة مالا؟ ولقد استغربت كثرة الأعلام الوطنية وكأنك لم تتابع أن بالداخلة نفسها صنع اكبر علم في العالم من حيث المساحة ودخل موسوعة "غينيس"!. والمثير أيضا أنها المرة الاولى التي أسمع فيها أنور مالك يتحدث عن "جرائم ضد الإنسانية لا يجب السكوت عنها".لنسلم جدلا بوجود هذه الجرائم، اين كنت أنت؟ أنا اقول لك أين كنت: إما ساكتا عن الحق وانت تعرف الصفة التي تعطاه، اوأن لا علم لك بتفاصيل ملف الصحراء وأنك كنت تستعمله للدعاية لنفسك قصد استدرار "الدعم السخي".وسأضيف لك شيئا تعرف انه حقيقة: كم جنيت باسم أن "هذا الامر يخدم قضية الصحراء المغربية": هذا مقال يجب أن ينشر لانه يخدم القضية المغربية، وهذا خبر لا بد أن يعتنى به لأنه "يخدم قضية الصحراء المغربية"..وهذه صورة بمناسبة عيد ميلاد ابنتك...أيضا لا يخلو نشرها من خير على السياسة الخارجية المغربية!!! وكي أمكنك من النظر إلى وجهك عبر مرآة التناقض، أدعو قراء مرايا بريس للنظر إلى تحف من ربورتاجك مع الانتباه إلى تعليقاتي عليها باللون ألأزرق.هل انت جاهز؟ يقول مالك في ربورتاجه المنشور في موقع الشروق حديثا: "بعدها غادرت الشارع على متن سيارة أحضرت خصيصا لنا، وهذا من أجل التجول بنا في المنطقة، وتعريفنا بما سموها الإنجازات الملكية في المدينة، وطبعا الرحلة قصد بها الترويج من خلالنا لما يراد له في دوائر المخزن المغلقة والمفتوحة" يعني انت كنت تدرك الغرض من التمتع بالرحلة ومع ذلك بقيت مستلذا بالسيارة الفارهة؟ لم لم تنزل وتنتصر لقناعاتك وتقلب الطاولة..إن كنت رجل مبادئ. "فبعد جولة في الطرق الرئيسية وكان محدثنا كلما مررنا على مشروع مفتوح أو ورشات ظاهرة للعيان، يسترسل في مدح الأوامر الملكية "المقدسة" التي تسهر دوما على راحة الصحراويين ومستقبلهم، بل يشير للملايير التي تصرف في هذه المشاريع التنموية، متجاهلا ومتناسيا ما تجنيه الدولة المغربية من الأراضي الصحراوية الغنية" بكل الثروات طبعا صرف المغرب ملايير الدولارات من أجل تنمية الصحراء، لكن اعترف لك أننا دولة ليست بغنى الجزائر، ولذا فلن يصل مجموع كلفة تنمية الصحراء عشر ما صرفه وسرقه جينيرالاتك باسم "مساندة الشعب الصحراوي"..استفت اهل الجزائر وستجد أن الملايين ضاقت بكل تلك السرقات والتجويع باسم دعم الجبهة.إن لم تستحي فقل ما شئت. "بل ذهب إلى أبعد من ذلك، وراح يعدد لنا المزايا التي يتمتع بها الطلبة الصحراويون الذين يدرسون في الجامعات بالرباط أو الدارالبيضاء وغيرها من المدن المغربية الكبيرة، ومما قاله إن الطالب يتمكن من منحة خاصة، وأيضا من تذاكر سفر مجانية وكذلك منحة تغطي كل مصاريفه الدراسية والحياتية" وتدفع عنه كل الأعباء في السكن والإيواء والأكل والملبس والأدوات المدرسية والكتب لم يكذب عليك ابدا والله.وبما اني كنت طالبا جامعيا فقد حلمت بأن أتلق من الدولة ولو ربع ما كان يتمتع به زملائي الصحراويون.وأصدقك أني مرة حرمت من السكن بالحي الجامعي ولما غضبت قال لي مسؤول بالحي: يا ولدي انت بعيد عن الرباط بساعة في القطار..من له الأولوية أنت ام أخوك القادم من العيون؟.فسكتت. " وقد لفت انتباهي أطفال ونساء في زيّهم الصحراوي المعتاد وكانت عليهم علامات الفقر المدقع" وحتى في الرباط العاصمة هناك مظاهر الفقر، فاين وجه الغرابة أن يكون بالداخلة فقراء؟ أم انك تقر من حيث لا تدري أن الصحراويين المغاربة يجب أن ينعموا بالثراء وأن لهم الافضلية على باقي إخوانهم، وهي حقيقة.فهم مقدمون في التطبيب والصحة والشغل.بصحتهم. "اتجهت نحوهم، وقدمت لهم نفسي على أنني كاتب صحفي جزائري وأودّ التحدث إليهم، فرحبوا جميعا، وحتى الأطفال أنفسهم، والذين بينهم من راح يردد على مسمعي المقطع الأول من النشيد الوطني الجزائري، مما أكد لي مدى حب هؤلاء الأطفال لبلدي. حتى المؤطرين أنفسهم سعدوا كثيرا " وكأنه اختلط عليهم الأمر وحسبوك بوتفليقة في زيارة مفاجئة؟ يا اخي قل كلاما يدخل العقل. "أعرف أنك ستكون نزيها ولا تنقل إلا الحقيقة "يا أخي أنور قلت لك ما يكفي وأكيد لا تريد لي الضرر" هناك مثل مغربي يقول: شكون كيشكرالعروس؟و الجواب:أهلها لقد سعد الجميع برؤيتنا، وزادت سعادة بعضهم لما عرفوا بجزائريتي، حتى الأطفال "ذكورا وإناثا"، الذين كانوا مقسمين في أفواج، رقصوا فرحا بوجودنا، ورددوا لي مرات عديدة وهم يرقصون: "ون، تو، ثري.. فيفا لالجيري" ما بقي إلا أن تضيف: هؤلاء الاطفال الجزائريون المغتضبون في المغرب رحبوا بي وبكوا.لماذا كل مصادرك في هذا الربورتاج أطفال؟ أهو لعب الدراري. "وقد لاحظنا أن المؤطرين قسّموا الأطفال إلى أفواج، وكل فوج أطلقت عليه تسمية، فبينهم فوج سموه الوطن، وآخر الملك، وثالث الشاطئ... الخ، وكلها تسميات لها أبعادها السياسية " لاشك أن الفوج الذي آلمك كثيرا هو الفوج الحامل لا سم "الملك" "أريد أن أصبح شرطيا...حتى أرد حڤرة الشرطة المغربية على عائلتي" انت من تريده أن يصبح شرطيا، طفل بريء تريد تسييسه. "الحكرة" كلمة كثيرة على سن طفل. بنت في الثامنة من عمرها بدورها تحمست للتحدث معي، سألتها عن حلمها، فقالت: "أكون طبيبة حتى أداوي الصحراويات الفقيرات"، فقلت لها: "يوجد مستشفيات هنا"، فضحكت بسخرية عليها مسحة من البراءة: "المستشفيات للغرباء وليست لنا"، قلت لها: "من الغرباء؟"، أجابت بلا تلعثم: "المروك". سبحان الله وكأنك تنقل كلاما عن أمنية تفو وليس عن طفلة في الثامنة.تنبيه: إسمه المغرب وليس المروك. "لقد كان اللقاء مع الأطفال الصحراويين متميزا ومعبرا، حميميا إلى آخر منتهى، وأسعدني كثيرا جدّا، فقد تعرفت من خلالهم على ملامح وجه آخر يتجلى على مسحة البراءة التي لا ناقة لها ولا جمل في الألاعيب السياسية ولا مخططات الاستخبارات والأجهزة " لا ناقة لها ولا جمل في السياسة..لكنك جعلتها تتحدث لغة السياسي المجرب المؤدلج.انظر إلى تناقضك. "عدت في المساء إلى غرفتي بفندق باب البحر، وقررت أن أخوض تجربة استقصاء الوضع في الشارع وبعيدا عن المؤطرين ولا عناصر المخابرات التي أشرفت على تحركاتنا وتوجهاتنا" راقبوك في النهار وتركوك في الليل؟ يعني مشاو ينعسو؟ واش كين شي مخابرات بهذه السذاجة؟ اضحكتني والله. الشروق أول صحيفة جزائرية تتسلل إلى الأراضي الصحراوية المحتلة" الم يصفر أي حكم لتنبيه المهاجم انور مالك أنه في وضع غير قانوني(تسلل) في لعبة الكرة مع السلطة المغربية؟ ثلاثة أيام في " الداخلة " مع شعب لا يؤمن إلا بتقرير المصير" واش درتي ليهم استفتاء بلا خبار الأمم المتحدة؟ المخابرات المغربية راقبت كل تحركاتنا و زعمت أنها أرادت حمايتنا لما سألتهم لم ترافقوني؟ قالوا لك: نحن نزعم أننا نحميكم؟ "كما أن وجودي ككاتب وصحفي جزائري في مثل هذه النشاطات المخزنية، ستقرأ في إتجاه تدعيم الأطروحة المغربية، بل كنت على يقين أنني سأتعرض للنقد، وربما يطالني التجريح وتلاحقني الإساءة" مادمت خائفا على بكارتك وشرفك..علاش جاي أصلا؟ شكون بزز عليك؟ "والذين غادروها وهم يرددون شعارات ثورية على مرأى قوات الدرك والأمن الذين غصّ بهم المكان، منها مثلا:"الكفاح الكفاح... السلاح السلاح"، "تحيا الحرية"، "نعم للإستقلال"، "لا للإحتلال المغربي " رجال الدرك إذن إما فعلا يومنون بحرية التعبير أو ارتعوا د لما رأى أنور مالك على المنصة.اختر واحدة من اثنين. "وهو الذي دفعني إلى أن طلبت وفورا من رئيس الجمعية التي نظمت الندوة، السماح لهم بالتداول على المنصة والتعبير عن آرائهم، وهو الذي وافق عليه من دون أدنى تردد" لقد قلتها لك:الدرك خاف منك فما بالك برئيس جمعية غلبان!! "أذكر في هذا السياق أن شابا في مقتبل العمر صعد للمنصة، وقدم شهادة عن الجرائم التي ارتكبت في حق الصحراويين من طرف الإحتلال الإسباني وبعدها المغربي، كما طرح عدة أسئلة أحرج بها المنظمين عن المجازر الجماعية، وجاءت لاحقا الردود باهتة لا معنى لها، سوى أنها تغنّت بتلك الشعارات البراقة المعروفة في الأجندة المغربية" الشاب كان عبقريا والردود باهتة.والشعارات براقة..وأنور مالك يقول لبوتفليقة: لقد اديت مهمتي يا رئيس انظر، ويا جنرالات اشهدوا. هذا الشاب الصحراوي الذي يؤمن بتقرير مصيره إيمانه بربه ودينه، تقدم منّي وكأنه يريد جسّ نبضي، وسألني عن موقفي من قصف الصحراويين وإبادتهم من طرف القوات المغربية المحتلة، وكان ردي بجملة وواحدة: "هي جريمة ضد الإنسانية لا يمكن السكوت عنها" تقرير المصير اصبح الركن السادس للإيمان حسب عقيدة الإمام أنور مالك.لا تسكت عن الجريمة ضد الإنسانية..وكمل خيرك وإحسانك بالحديث عن جرائم العكسر الجزائري في قتل مئات الألوف باسم محاربة الإرهاب ولا تنس أن تنظر في الجرائم المرتكبة في تندوف ضد النساء والأطفال والشيوخ.اريد عنوانك البريدي كي ارسل لك كتابا"الخروج من فم الثعبان" لادريس الزايدي. خذ منه ولو 1 بالمائة مما تحدث عنه من جرائم موثقة بالاسماء والتواريخ..على رأسها جرائم سيدكم أحمد بطل الذي قطع رأس طفلة أمام الملأ لأنها من طانطان.يكفي. في الختام: اعد قراء "مرايا بريس" بأني سانسحب من هذا الموقع إن استمر وجود أنور مالك به، والسلام.