يتوقع مراقبون دوليون أن تتصاعد درجة التوتر في العلاقات بين الرباطومدريد، بعد استدعاء وزارة الخارجية المغربية السفير الاسباني للإحتجاج على تكرار عملية تعنيف مغاربة على الحدود.وبحسب خبراء العلاقة بين مدريدوالرباط فأن هذه الواقعة ليست سوى إحدى نقط الخلاف بين البلدين، التي تشمل أيضاً اتفاقاً للصيد البحري والجدل المتكرر بشأن مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. ونقلت جريدة "الحياة" عن دبلوماسي غربي فضل عدم كشف هويته أن تعرض شبان مغاربة إلى اعتداءات من الشرطة الإسبانية عند المعبر الحدودي إلى مليلية "قضية عادية تحولت إلى شبه أزمة سياسية" أثارت احتجاجات شديدة اللهجة من الخارجية المغربية، وربطها بقرب انتهاء اتفاق الصيد الساحلي الذي يربط المغرب والاتحاد الأوروبي، خصوصاً أن أسطول الصيد الإسباني يستفيد أكثر من غيره من الصيد في السواحل المغربية، لكنه أشار إلى أن أحد وزراء الخارجية المغربية قال أمامه مرة إنه "لا يمكن توقع حرب بين الرباطومدريد بسبب كميات سمك السردين". غير أن الاعتداء على خمسة شبان كانوا يرفعون علماً مغربياً على السيارة التي كانوا يستقلونها، يبرز الوضع المتوتر في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، خصوصاً منذ النداء الذي أطلقه رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي للدخول في مفاوضات مع إسبانيا حول مستقبل المدينتين. وردت إسبانيا على تلك الدعوة بتأكيد أن المدينتين "جزء من السيادة الإسبانية"، فيما قام زعيم "الحزب الشعبي الإسباني" ماريانو راخوي بزيارة مليلية، في خطوة اعتبرت "استفزازية"، خصوصاً أن مدريد تدرك أن علاقاتها مع الرباط تضررت كثيراً نتيجة زيارات مسئولين إسبان إلى الثغرين المحتلين. ومن مظاهر الصعيد الجديد بين الجارين أن الخارجية المغربية لم تكتف بإصدار بيان شديد اللهجة، وإنما اضطر الطيب الفاسي الفهري وزير الخارجية إلى استدعاء الديبلوماسي لويس بلاناس بوتشاديس السفير الإسباني في الرباط إلى مكتبه وإبلاغه "الإستياء القوي للحكومة المغربية حيال الاستخدام غير المبرر للعنف من الشرطة الإسبانية" ضد شاب مغربي يدعى مصطفى بلحسن . وعلى غري عادة اللغة التي دأب عليها القاسي الفهري في تصريحاته، سجل البيان "بامتعاض تكرار مثل هذه الحوادث التي تشكل تصرفات تحط بالكرامة الإنسانية وتتعارض وجميع الأخلاقيات، وتنطلق من أسس عنصرية واضحة"، مؤكداً أنها الحالة الثالثة في وقت وجيز.