'الأرض هويتنا‘ هو شعار الدورة السادسة لمهرجان 'ثويزا‘ المتوسطي في مدينة طنجة المغربية التي تنطلق فعالياتها الخميس 22 يوليوز وتستمر إلى غاية 25 من الشهر نفسه. ويأمل المنظمون أن يرسخ المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية التعدد والتنوع في المغرب، كما يهدف إلى "إدماج الثقافة الأمازيغية في فضاءات مدينة طنجة"، بحسب مدير المهرجان. طموح منذ انطلاقه في العام 2005 حرص المهرجان المتوسطي على توسيع أفقه ليقدم لمدينة طنجة برامج ثقافية متنوعة تجمع ما بين الموسيقى والفن بمختلف تعبيراته والأدب والمَعارض. في البداية كان اهتمامه الأساس ينصب على إبراز غنى الثقافة الأمازيغية والتعريف بها لدى الجمهور المغربي العريض. وقد لاقت الدورات الأولى نجاحا ملحوظا مما حدا بالمنظمين إلى جعل المهرجان كيانا مستقلا أصبح له مدير ورئيس، بدل إدماجه ضمن أنشطة جمعية "ثويزا" للثقافة الأمازيغية بطنجة. ولوحظ أن المهرجان بدأ يشق طريقه ليصبح "عالميا" بحكم ما يستضيفه من فنانين، وما تتناوله ورش النقاش من موضوعات لا تقتصر فقط على الاهتمامات المحلية. ورغم أنه لم يبلغ بعد مستوى مهرجان 'موازين‘ في الرباط أو مهرجان 'كناوة‘ في الصويرة ولا مهرجان 'الموسيقى الروحية‘ في فاس، إلا أن مهرجان 'ثويزا‘ بدأ يشق طريقه لكي يصبح أحد أهم الفعاليات الثقافية على صعيد منطقة شمال المغرب. تمويل مهرجانات المغرب الثقافية كثيرة، وعند كل دورة يتساءل المغاربة عمن يمول هكذا مهرجانات، وخاصة تلك التي تعد ميزانياتها من أسرار الدولة. وقد سبق للصحفي المغربي مصطفى حيران أن تساءل على أمواج إذاعة هولندا العالمية عن 'الحجم الحقيقي‘ لميزانية مهرجان 'موزاين‘. إلا أن مدير مهرجان 'ثويزا‘ عبد المنعم البري في لقاء مع الإذاعة العالمية لا يخفي مصادر تمويل المهرجان المتوسطي ولا حجم الميزانية الذي يتخطى حاجر ال 150 ألف يورو: "المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية أسس سنة 2005 من طرف جمعية 'ثويزا‘ بطنجة، وفي سنة 2007 تم تحويله إلى مؤسسة مستقلة. نحن الآن لدينا شركاء ماليين تقريبا رسميين من مؤسسات عمومية ومن مجالس منتخبة، هذا فضلا عن الشركات والمعلنين التجاريين الذين لهم ثقة في مهرجاننا ومؤسستنا. والتمويل يأتي مائة في المائة من شركائنا الدائمين، والذين نعمل معهم في تنفيذ هذا البرنامج الذي يهدف إلى إدماج الثقافة الأمازيغية في فضاءات مدينة طنجة. ومن المؤسسات الرسمية الممولة للمهرجان هناك المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووكالة تنمية أقاليم الشمال ومجلس جهة طنجة – تطوان والمكتب المغربي للسياحة والمجلس الجماعي لمدينة طنجة". استقطاب أوسع لا يرى مدير المهرجان مفارقة في الترويج للثقافة الأمازيغية في قلب مدينة طنجة التي يتحدث أغلب سكانها اللهجة المغربية العربية، لأن طنجة منفتحة على مختلف الثقافات واللغات منذ القدم: "مدينة طنجة تحتضن مختلف الثقافات واللغات منذ القدم، أضف إلى ذلك أن فيها نسبة كبيرة من المتحدثين باللغة الأمازيغية سواء من منطقة الريف أو منطقة سوس الذين يمارسون التجارة، فضلا على أن مدينة طنجة معروفة منذ القدم بأنها تفتح قلبها لمختلف الثقافات والهويات كما أسلفت. وبالتجربة نلاحظ خلال أنشطتنا سواء تلك التي تنظم في القاعات مثل الندوات أو في السهرات المفتوحة، أن هناك جمهورا واسعا جدا يتجاوز في بعض السهرات عشرات الآلاف من مختلف الهويات. كما أننا نحرص في برامجنا على استضافة فنانين غير أمازيغيين لاستقطاب جمهور أوسع". انتقادات عادة ما توجه انتقادات لمثل هذه المهرجانات أنها، فضلا عن إنهاكها لخزينة الدولة، تُستغل لأهداف سياسية استقطابية. فهل مهرجان 'ثويزا‘ يختلط فيه ما هو ثقافي – فني وما هو سياسي؟ مدير المهرجان: "السياسة كالهواء الذي نستنشقه يوميا، لكننا ننظم المهرجان عن وعي، ولنا رسالة ذات بعد نضالي يتعلق برد الاعتبار للثقافة والهوية الأمازيغية. الجانب السياسي الحاضر في عملنا هو فقط ما يتعلق بنضالنا في سبيل الثقافة الأمازيغية وأن يعاد لها الاعتبار في فضاءاتنا العمومية، وأن نخصص لها ما يخصص للثقافة والهوية العربية في المغرب. أما السياسة بالمفهوم المبتذل للكلمة فنحن حريصون على تجنبها".