استضاف برنامج "تيارات" الذي بثته القناة الثانية مساء الاثنين الماضي النائب البرلماني الحبيب شوباني عن حزب العدالة والتنمية، وكانت هذه الحلقة مناسبة أخرى لكي يقتنع المغاربة بأن العزوف السياسي هو الأمر الطبيعي من أجل الرد على ما تقوم به الأحزاب السياسية في المغرب. ويقدم البرنامج صحافي ينتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، وقد تداولت بعض الأخبار أنه عين مستشارا لمحمد الشيخ بيد الله، رئيس المجلس المستشارين، ويتساءل الرأي المتتبع، كيف لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي يسعى حسب خطاب قياداته إلى التأسيس لإضافة نوعية في العمل السياسي، ويحمل مشروعا سياسيا حداثيا، ويريد تأسيس أقطاب سياسية أن يصمت عن وجود عضو منه، في تقديم برنامج سياسي، ويصمت عن هذا التداخل بين أخلاقيات الصحافة والانتماء السياسي. أما الحبيب شوباني، وعوض أن يشرح للمشاهدين، أسباب عدم استشارة عبد الإله بنكيران، باقي أعضاء الأمانة لحزب العدالة والتنمية عندما أشرف على تحرير بيان موقع باسم الأمانة العامة يوضح حقيقة تصريحات أدلى بها مؤخرا، فإنه لم يتحدث لا من قريب ولا من قريب في الموضوع، أي أنه قام بتزكية ما قام به بنكيران، وعوض ذلك، قام مرة أخرى، كما أصبحت هي العادة في العدالة والتنمية، بالرد على حزب الأصالة والمعاصرة، والتنديد بالمضايقات التي يقوم بها حزب الأصالة والمعاصرة ضد حزب العدالة والتنمية. وكان هروب شوباني من التأكيد على الممارسة غير الديمقراطية وغير الشورية التي قام بها بنكيران ضد أعضاء الأمانة العامة للحزب، وقد أكدتها أخبار صدرت في جريدة المساء والأحداث المغربية ومرايا بريس، ومعنى ذلك أن الحزب الإسلامي، لا يختلف عن باقي الأحزاب المغربية في هيمنة عقلية الأشخاص المتحكمين في كل شيء، وفي إطار سياسة التحكم، قام بنكيران بتعيين شوباني مديرا لجريدة المصباح الأسبوعية، فهو ولي نعمته، وبالتالي لا يمكن أن يندد بما قام به الأمين العام عندما لا يعير أي اهتمام لرأي الأمانة العامة، ويحرر بيانا موقعا باسمهم، دون علم أي أحد منهم. على صعيد آخر، يجب التذكير بأن مشاركة الحبيب شوباني، في برنامج كان من المنتظر أن تبثه الإذاعة الوطنية يوم الأربعاء 23 يونيو الماضي، كانت وراء الإعلان عن إلغاء البرنامج الحواري، والذي كان من المفترض أن يناقش تداعيات تصريحات الأمين العام لحزب العدالة والتنمية خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني للحركة الشعبية، والتي اعتبر خلالها أن المغرب لا يتضمن سوى أربعة أحزاب حقيقية، هي حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والحركة الشعبية، والعدالة والتنمية.