أنهى محمد إسماعيل، المخرج السينمائي المغربي، الاشتغال على فيلمه الجديد، أولاد البلد، أو بالعامية المغربية، "أولاد لبلاد"، ليكون جاهزا للمشاركة في المهرجان الوطني للفيلم المغربي، في مدينة طنجة، شمال البلاد، خلال الأسبوع الأخير، من الشهر الجاري. الشريط السينمائي، هو الأول من نوعه، في المغرب، يتحدث عن ظاهرة بطالة خريجي الجامعات المغربية، من حملة الشواهد العليا، الذي يحتجون بشكل متواصل، في شارع محمد الخامس، في قلب العاصمة الرباط، للمطالبة بما يعتبرونه حقهم القانوني في التشغيل. في "أولاد لبلاد"، ينسج إسماعيل، قصة مسارات لثلاثة من الشباب خريجي الجامعة، لمفضل، عبد السلام، وعبد الحميد، والقادمين، من بلدة "واد لو"، في ضواحي مدينة تطوان، شمالي المغرب، على البحر الأبيض المتوسط، والذين يصطدمون بواقع البطالة، وانسداد الأبواب أمام ملفات طلبات العمل، لتكون العودة، من العاصمة، إلى مسقط الرأس. مسارات في "أولاد لبلاد"3 يعمل عبد السلام، يقوم بالدور، الممثل المغربي، سعد التسولي، على أخذ قرض صغير، يشتري به حافلة للنقل، في العالم القروي، أما عبد الحميد، يقوم بالدور، الممثل المغربي، سعيد باي، فسيفتح مقهى انترنيت، من تمويل جماعة، لتستغله للترويج للفكر المتطرف الجهادي، في محل الانترنت، ومن ثم مسجد المدينة المتوسطية الصغيرة، قبل أن يترقى للدعوة للجهاد في العراق، في واحد من أكبر مساجد مدينة تطوان. المفضل، يؤدي الدور الأول، في "أولاد لبلاد"، النجم المغربي، رشيد الوالي، سيبقى في الرباط، لينضم إلى إحدى جمعيات المعطلين، الحاملين للشهادات العليا، وستربطه علاقة حب عابرة مع صليحة، تلعب الدور، الممثلة حنان الإبراهيمي، الشابة المعطلة، التي ستتخلى عن دورها في الجمعية لتقرر الهجرة إلى الخليج. بعد أن يتسرب اليأس، من الحصول على وظيفة حكومية، في العاصمة، يعود المفضل لمدينته الصغيرة وادي لو، ليتخذ قرارا صعبا للربح السريع من خلال العمل في مجال تهريب المخدرات، في شمال المغرب. التزام سينمائي بقضايا الراهن المغربي في حديثه إلى "العربية.نت"، في منزله بمدينة الدارالبيضاء، يعتبر المخرج المغربي، إسماعيل، أن الفن السابع، في بلده، يمكن القول إنه قضية الوجود الراهن المعيش، في محاولات كثيرة للمعالجة، ومقاربة الظواهر التي تثير الرأي العام المغربي. المخرج يشدد على أن مشكل البطالة، يمس شباب البلاد، من خريجي المعاهد العليا والجامعات، ويتأسف لأنه ظل مغيبا، وبعيدا عن التناول من طرف السينما المغربية، كواقع معيشي داخل المجتمع. ويشير محمد إسماعيل، في مقابلته مع "العربية نت" إلى أن المشاهد سيرى نفسه في المرآة، وأن الفيلم يطرح علامة استفهام حول قدرة سوق الشغل، على استيعاب الخريجين الوافدين كل موسم دراسي من الجامعة. بالنسبة إلى السينمائي المغربي، "أولاد لبلاد"، صراخ بصوت عال، على الشاشة الكبيرة، من أجل التحذير من مسارات غير محمودة العواقب، للمعطلين، الذين يتحولون إلى مجرمين، في الاتجار في الممنوعات، أو الارتماء في أحضان التطرف والإرهاب. يبقى إسماعيل، من الأسماء المغربية، العاملة في رحاب الفن السابع، بالتزام بقضايا المجتمع، بحسب النقاد، وقلق في تقريب المشاهد المغربي من قضاياه وأسئلته المقلقة. فهو المخرج الذي عالج ظاهرة هجرة اليهود المغاربة إلى إسرائيل في فيلم "وداعا أمهات"، ومن قبله، كان قلقه واضحا من خلال كونه كان السباق إلى تعرية ظاهرة الهجرة غير القانونية عبر فيلمه، "وبعد". وهو السينمائي المغربي، الذي كان العام المنصرم قريبا من الترشيح النهائي لأوسكار أفضل فيلم أجنبي.