فعلا تستحق إسرائيل أن تسمى الإمبراطورية الصهيونية العظمى . فرغم المساحة الضئيلةالتي نبتت فيها ( أصغر إقليم في المغرب يفوقها مرتين ) ورغم عدد سكانهاالذين لايتجاوزين البيضاويين إلا بقليل, فقد استطاعت بفضل الله وجبروت العم سامأن تركع العالم بكل ديمقراطياته البراغماتية وجمهورياته الموزية وملكياته الوحشية و أن تضرب عرض الخراء كل ماراكمته البشرية البلهاء من قوانينالسيادة والمواثيق الدولية السخيفةوهلم ذبحا بدم بارد . لقد عانتإسرائيل من عقدة عدم معاصرة تاريخ القرون الوسطى وأنظمتها الدموية وحروب القرصنة ولم تعايش العصر الذهبي لموجات الإستعمار الرأسمالي للعالم . وكأي فرد تأخرت مراهقته أو لم يعايشهافي لحظتها الإفتراضية فقد لازمت هاته العقدة النفسية والوجودية تاريغ شعبالقتل المحتار فكان لزاما عليها حرق التاريخ ومراحله لتحقيق المستحيل حتى وإن كان على حساب شعب فلسطين . ولأنها دولة الأنابيب الأولي في التاريخ لأنها شكلت خارج الرحم البيولوجي لأكثر من اب وأمفإنها خرجت للوجود وسادية الإستعمار تجري في شرايينها وجيناتها تحمل كل اشكال وصفات الإمبراطوية العنصريةالعظمى في الوقت الذي يصفي العالم الغربي بعضا من آثارحربه الإستعمارية مع شعوب ماعادت قادرة على تحمل المزيد من الإهانة والإستغلال . إسرائيل مارست في حق الفلسطينيين كل أنواع الإجرام الذي عرفته البشرية منذ عشرات القرون في ظرف ستين سنة من وجودهابمباركة غربية لاغبار عليها حكومات وأنظمةوأصدرت هيئة الأمم الفارغة عشرات القرارات المدينة لممارساتها الفظيعة. لكن لااحد يسمع لعويل الهيأة الدولية لأنها مجرد مسرح لصراخ كراكيز الدول الجائعة . ماحدث في 31 ماي الأخير حلقة من مسلسل صهيوني هدفه تذكير من هم في حاجة لذلك أن من يعتقد بقرب نهايتها بعد هزيمة صيف 2008 في لبنان واهم ويحلم في واضحة النهار. فإسرائيل هي المؤتمنة على سلامة الشرق الوسط بارضه وجوه وبحره بموجب إتفاقيا سرية مع أسياد الأرضأما توعدات تركيا ولا تهديدات إيران ما هي إلا نباح لكلاب سقطت أو أسقطت اسنانها من زمان ومناورات دبلوماسية لأخذ حصصها من تقسيم كعكعة الشرق الأوسط .فالقوات الإيرانية لاتتوقف عن التوغل في التراب العراقي بدون سبب وجيه سوى رغبته المريضة في اقتطاع أراض دولةللإنتقام مما أذاقهم نظام صدام حسين.أما قوات الجيش التركي فإنها تمارس الإبادة العرقية في حق الأكراد بمساعدة القوات المريكية والإسرائليةوفتحت قواعدها العسكرية لغزو العراق في عهد متأسلمي تركيا في الوقت الذي رفض الإشتراكيون ذلك فيعهد حكومة بولند أجويت !ليطلق نظام المولاوات الإيراني وحكومة متأسلمي العدالة والتنمية صراح المآت من معارضي انظمتهم وليوقفوا تقتيل العشرات من مواطنيهم كل سنة قبل ان نثق في نواياعم تجاه أهل فلسطين . فكيف يحن علىقلب من لايحن على أقربائه ومواطنيه ؟؟ لقد توحد العالم بجيوشه وقوانينه وأقماره الإصطناعية لمحاربة جماعات صغيرة للقراصنة الصوماليين الذين يمارسون حق دولتهملعدم وجودها في استخلاص ضرائب استعمال مياههم الإقليميةمن طرف الدول والشركات المتعددة الإستيطانرغم أنهم لايغرقون البواخر ولايقتلون أطقمهابل ياخذون حقهم عوضا عن أجهزة دولة مغيبة . لكن لا أحد فعل شيئا ملموسا أمام فعل القرصنة الذي مارسته القوات الإسرائيلية الخاصة في حق بواخر تحمل خبزا وحليبا وسكرا لمليون سجين في غزة . ولم تكتفي القوات الإسرائليةبجر السفن إلى موانئها كما يفعل الصوماليون بل وقتلت 19 متطوعا عزل في عرض المياه الدولية رغم التحفظ من وجود شئإسمه مياها دولية في الوقت الحاضر. كل عناصر الجريمة ضد الإنسانية متوفرة والشهادات مصورة بالصوت والصورة! رغم ذلك خرج مجلس القمع الدولي ببيان روتينيبضغط كما عي العادة من امريكا أوباما صاحب اليد الممدودة للتصالح مع ضحايا سياسة أمريكا إيبيعوا .يصفعون الخد الأيسر ويحنون على الأيمن !! أما جامعة الأنظمة العربية ومؤتمر الدول المستسلمة أو المسلمةفلا حول لهما ولاقوة وليس امامهما إلا أن تستنكر بشدة ماوقعوتدعو شعوبها للصلاة والدعاء كي يحفظ أهل فلسطين ويغرق إسرائيل بغضبه ويشتتهم وهو اضعف الإيمان وهو السميع القدير ! إسرائيل تجبرت وتقوت بعاملين : متانة الجبهة الداخلية حيث يحس كل إسرائلي أنه مواطن له الكلمة وله الحسم في كل سياسات بلده بمايعنيه ذلك من إحساس بالإنتماء لهوية والمسؤولية في الحفاظ على تلك الهوية وذلك الوجود . ثم العلاقة الإستراتجية المبنية على المصلحة المشتركة التي تربطها مع القوى الصناعية الأولى في العالم . نظرا للدور الحاسمللوبيات الصهيونية في العالم في تحديد سياسات الدول النافذة . أما عريبان وإسلامستان فكل شئ موجود لديها إلا هاذين العاملين الحاسمين . فمبدأ الإنسان المواطن مازال مفهوما محرما ومارقا بل ويتعرض الرعاع في ظل أنظمتهم الإستبدادية لمثل ممارسات إسرائل في حق الفلسطينيين إلى درجة يصبح كل ساكن لهذين العالمين في حالة بحث دائم عن هويته ووجوده بل والتساؤل عن صحة انتماءه لفصيلة بني البشر تحت حكم أنظمة عجز التاريخ عن إفراز مثيلات لها . أما العلاقة مع الخارج فلن تكون إلا عاكسة لحالة الداخل . فأي نظامضعيفالمؤسسات المواطنة وفارغ في جبهته الداخلية لن يكون إلا منعدم التأثير في محيطه الإقليمي وتبعيا في قراراته ومواقفه الدولية . إسرائيل اصبحت مشجبا نعلق عليها كل إنكساراتنا وعجزنا عن مسايرة تطور العصر و فلسطين تحولت إلا أطلال نبكي عليها ونفرغ شحنات مكبوتاتنا في كل وقت وحين بجبن ووهم . الحل الوحيد من كل الحلول قاله كونديد أو الساذج بطل رواية فولتير الشهيرة " فليذهب كل منا ليحرث حقله !" وإلا متنا واندثرنا قبل أن تندثر فلسطين ... [email protected]