لا يمكن أن يكون مهرجانا فنيا ضخما مثل مهرجان موازين أن يمر دون أن تكون فيه ولو بعض الثغرات في التنظيم والحضور والضيوف.. إلخ، ولا نتحدث عن المعارك الإعلامية التي افتتحها حزب العدالة والتنمية بخصوص دعوة المغني البريطاني إلتون جون، فالإسلاميون تعودوا على فتح المعارك وإثبات الحضور وممارسة نوع من الوصاية على المجتمعات العربية والإسلامية، وإذا كان إلتون جون شاذا، فلماذا السكوت على بعض المطربين المغاربة الشواذ الذين تستضيفهم قنوات مغربية عمومية؟ ولكن ما ميز مهرجان موازين لهذه السنة، هو خطاب النفاق الكبيرة الذي ظهر على الصفحات الفنية والإعلانية والصفحات الأولى لأغلب الصحف المستقلة، والتي استغلت المهرجان من أجل الدعاية ونشر الصور ونشر مقالات "المغرب أجمل بلد في العالم" لأنه ينظم موازين. وإن ما يفسر هذا الارتزاق الإعلامي لهذه الصحف، والصمت عن توجيه ولو نقد بسيط أو صغير للمهرجان، هو أن هذا الأخير، يدبره ويشرف عليه منير الماجيدي، أحد الرجال الأقوياء في المغرب، من خلال شبكاته وعلاقاته الاقتصادية، ولذلك فإن أي خروج عن شعار "مسيح الكابة" و"كريان الحنك" الذي تقوم به أغلب هذه الصحف المستقلة، سيجلب معه الحرمان من إشهار هذه الشركات والمؤسسات التي تتعاقد معها هذه الجرائد، وبالتالي، لا يمكن للمهرجان إلا أن يكون ناجحا، ولو طارت معزة. إنه على القراء المغاربة أن يتوجهون بالشكر إلى الماجيدي، لأنه ساهم، رغما عنه، في فضح نفاق هذه الصحف، سوءا كانت صحفا شعبوية أو نخبوية، فجميعها تنافس القارئ وتمارس عليه الارتزاق باسم المهنية.