تتجه علاقات القيادي الاستقلالي حميد شباط بباقي الزعامات الاستقلالية نحو المزيد من التدهور عقب تبادل اتهامات خطيرة بين أعضاء نافذين في حزب علال الفاسي، كان آخرها، ما صدر عن النقابي والقيادي حميد شباط، حتى أنه لم يتردد في توجيه انتقادات شديدة اللهجة ضد وزير النقل والتجهيز، القيادي الاستقلالي كريم غلاب، إلى درجة أنه وصفه بأن نصفه استقلالي، ونصف أشياء أخرى، ومؤكدا أنه حتى في مغادرة حزب الاستقلال للحكومة، ولو أن هذا أمر مستعبد حاليا، فإن غلاب سيبقى وزيرا تحت غطاء جهة أخرى. وأضاف شباط في تصريحات تداولتها العديد من الصحف الوطنية يوم الاثنين 17 ماي الجاري، أن نقابة الحزب ستراجع حساباتها مع جميع الوزراء الاستقلاليين من هنا فصاعدا، بما يؤشر على قرب مرحلة توترات حزبية جديدة قد تعصف بالتماسك السياسي الذي كان ميزة خاصة بحزب الاستقلال. وتأتي التصريحات النارية لحميد شباط، ردا على ما أدلى به عباس الفاسي، الوزير الأول، وقائد سفينة الحزب، في لقاء رسمي جمعه بالأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، محمد الشيخ بيد الله، حيث أكد في هذا اللقاء، وبشكل رسمي على أن تصريحات حميد شباط النارية الموجهة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، لا علاقة لها بمواقف حزب الاستقلال، وأنها تتعلق فقط بشخص شباط وليس بمؤسسة الحزب الاستقلالي، وهذا تصريح أثار سخط قائد نقابة الاستقلاليين، آنذاك، قبل أن يرد بشكل ناري في تصريحاته الأخيرة، ويتوقف عند أسماء وزارية استقلالية، متوعدا إياها بمزيد من النقد. وعلى صعيد آخر مرتبط بتطورات هذه الخلافات الاستقلالية، لم يحضر أغلب زعماء الحزب في اللقاء التواصلي الذي نظمه حميد شباط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين، والذي احتضنته العاصمة العلمية فاس نهاية الأسبوع الماضي، وهو ما قرأه المراقبون تأكيدا لتصاعد حدة الخلاف بين قائد نقابة الحزب وباقي زعماء الحزب.