لم يكن ينتظر الوزير الأول المغربي عباس الفاسي أن تجتمع في مكتبه ملفات الأمس واليوم ، فقد ظن أن فضيحة النجاة التي لاحقته عندما كان وزيرا للتشغيل قد طويت إلى الأبد ، ليفاجئه حكيم بنشماس عن فريق الأصالة والمعاصرة بطلب امتثاله أمام البرلمان ليوضح للرأي العام حيثيات أكبر عملية نصب على شباب مغاربة وعدتهم شركة إماراتية بوظائف سرعان ما تبين زيفها ، دون أن يتمكن هؤلاء الشباب من استرجاع أموالهم التي دفعوها للشركة الوهمية . حزب صديق الملك لم يتوقف عند هذا الحد في إحراج رئيس حكومة يدعي أنه سيطبق مشروع الملك ، بل انتقد ما وصفه تجاوب الحكومة " البارد " مع تقرير المجلس الأعلى للحسابات الأخير ، وهاجم رئيس فريق الحزب بمجلس المستشارين حكيم بنشماس ، وزير المالية صلاح الدين مزوار عندما قال بأن التقرير ليس بالقرآن المنزل . ومن جهتها ، هاجمت خديجة الرويسي، مسؤولة لجنة الأخلاقيات بحزب الهمة ، مسؤولي حكومة الفاسي باتهام رجالات وزير الداخلية ، الطيب الشرقاوي ، بانتهاك الحياة الفردية لتلاميذ البعثات الأجنبية ، في إشارة إلى استنطاقات رجال " الديستي " للتلاميذ على خلفية ملف طرد المنصرين من المغرب . وفي الجانب الاجتماعي ، ستخوض نقابة الكونفدرالية الديمقراطية مسيرات عمالية ستخبر حكومة الفاسي بتاريخ إجراءها في فاتح ماي ، عيد الطبقة العاملة الأممي ، في حين أعلنت نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب أنها ستخوض إضرابا عاما في 14 من دجنبر المقبل . وزاد الطين بلة ، التقرير الثاني للمجلة المغربية للسياسات العمومية حول الحالة الاجتماعية للمغرب 2009 – 2010 ، والذي سجل تدني النقاش السياسي حول المسألة الاجتماعية ، وتصاعد وتيرة الاحتجاج الاجتماعي ، فضلا عن مؤاخذة حكومة الفاسي بتبعيتها شبه المطلقة للملك في مجال تصور السياسات الاجتماعية ، وبالتالي عدم النجاح في صنع السلم الاجتماعي المنشود . وعلى الصعيد السياسي ، طفت على السطح مشاكل عويصة داخل الحزبين الرئيسيين المشاركان في الأغلبية الحكومية التي يقودها الفاسي ، ففي حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية انسحب ثلاث قياديين من الحزب بسبب مشاركة إدريس لشكر في حكومة الفاسي ، أما حزب الحركة الشعبية فإنه يشهد حركة تصحيحية تعرقل انعقاد المؤتمر الوطني للحزب .