نفى وزير حقوق الانسان المغربي السابق المحامي محمد زيان وجود حالات قمع منظم ضد النشطاء الصحراويين في المغرب ، واتهم قيادة البوليساريو والجيش الجزائري باستغلال الصحراويين للاسترزاق لا أكثر ولا أقل . وإلا فإن مطلب الانفصال والدولة الصحراوية المستقلة لا يملك أيا من مبررات الوجود كما قال . ووصف زيان الحديث عن دولة صحراوية تقودها البوليساريو بأنه جزء من لعبة استعمارية خطط لها الجيش الجزائري ، وقال : " لا يمكن القبول بمنطق الدولة الصحراوية ، لأنها لا تملك أي مقوم من مقومات الوجود أصلا ، لأنه من غير المعقول الحديث عن أن 200 ألف مواطن يمكنهم تكوين دولة على نصف مليون متر مربع ، ثم إن البوليساريو لا تمثل الشعب الصحراوي ، وإنما هي صنيعة الجيش الجزائري قبل نحو ربع قرن ، وعبد العزيز المراكشي ترأسها ولا يزال بأمر من الجيش الجزائري دون أن يحقق شيئا للشعب الصحراوي في تندوف طيلة ثلاثة عقود " . وأشار زيان إلى أن تلاقي مصالح قادة البوليساريو مع قادة الجيش الجزائري هو مايزيد من معاناة الصحراويين في تندوف ، وقال : " للأسف الشديد فإن البوليساريو التي لم ينتخبها الصحراويون لتمثيلهم تستغل حاجياتهم وتأخذ منهم المساعدات الدولية بحجة الدفاع عنهم ، كما أن الجيش الجزائري يستغل مسألة الصحراء المغربية في تجارة السلاح التي تدر أرباحا طائلة على الأطراف المشاركة فيها ، ولكي تستمر هذه الحال فإنهم يقمعون أي تحرك صحراوي ، مع العلم أن المجتمع القبائلي نادرا ما يخضع لحكم مركزي " . وعما إذاكانت الحكومة المغربية تمارس قمعا وحشيا ضد النشطاء الصحراويين ، قال زيان : " الحكومة المغربية لا تقمع الصحراويين ، والحكومة المغربية ووزير الداخلية تحديدا له التزامات للحفاظ على أمن واستقرار البلاد ، لكن كما قلت في البداية فإن هناك لعبة ، حيث يتم استخدام الانفصال للارتزاق والاستثمار في صفقات السلاح " . وأضاف : " إن وجود البوليساريو في تندوف يمثل قوة ضغط على المغرب ليتنازل عن قوميته وعروبته وليتراجع عن الدفاع عن حقوق الأمة ، وللأسف الشديد فإن البوليساريو تحول بالفعل إلى زرقة صهيونية محضة بالمنطقة " . وأعرب زيان عن أسفه لعدم وجود حكومة مغربية قوية في المغرب قادرة على مواجهة الضغوط التي تمارسها البوليساريو والجزائر ضد المغرب ، وقال : " مشكلتنا في المغرب أن لدينا حكومة ضعيفة لا تستطيع مواجهة الضغط الدولي ، فالحكومة ضعيفة والبرلمان كذلك ، لأن النظام السياسي والطريقة التي تم بها تشكيل الحكومة جعلتها ضعيفة ، فقد لعب المال في الانتخابات الأخيرة دورا أساسيا ، وجاء ببرلمان لا يملك إرادة الفعل اللازمة " ، حسب تعبيره . وكان وفد من النشطاء الصحراويين يضم 12 شخصا قد أنهى زيارة إلى مخيمات تندوف أول أمس الاثنين 5 أبريل على أن يعود مساء الثلاثاء إلى الدارالبيضاء .