الأخ العقيد رئيس الجماهيرية العربية الاشتراكية الشعبية الليبية . الإخوة رؤساء الوفود الكرام من الملوك والرؤساء والأمراء . تحية الوطن والعروبة وبعد : لا يخفى عليكم ما يسببه لكم الشعب الفلسطيني خلال عشرات السنين الماضية وحتى اليوم من إحراجات كثيرة ومتعاقبة لكم وللنظام العربي الرسمي أمام شعوبكم والعالم ، خاصة وأن الشعب الفلسطيني منقسم على نفسه شيعا وأحزابا ، وكل حزب بما لديهم فرحون . لقد قدمتم للشعب الفلسطيني الأموال وفتحتم بلادكم وقلوبكم له ، ولم تبخلوا عليه لحظة واحدة من سنوات نضاله ، وكانت النتيجة كما ترون وتسمعون . الأخ الرئيس : إذا كان الفلسطينيون قد انقسموا انقساما أفقيا ورأسيا على كل الأصعدة ... وإذا كنت قد عرضت بلسانك على الزعماء في المؤتمر السابق في دمشق أن يقبلوا في الجامعة العربية إسرائيل عضوا ، فأنصحك اليوم أن تدعو ومعك الزعماء العرب إلى الوحدة العرقية والدينية والسياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، لعلكم بذلك تستريحون من هم ومشاكل الفلسطينيين التي أرقت مضاجعكم ، وشكلت خطرا على عروشكم ومصالحكم وتوجهاتكم . كما أنصحك أن تدعو إلى تشكيل قوة مشتركة بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي لتأديب الدول التي تحيط بإسرائيل . أما أن نضحك على حالنا فهذا أمر مرفوض ، فقد بات الأمر جليا وواضحا للجميع ، ويكفي الضحك على اللحى وذر الرماد في العيون ... ولا بد من أن تصدع بالحقيقة كعادتك ، فأنت ملك ملوك إفريقيا وزعيم العرب الأوحد بلا منازع . الأخ الرئيس : أنت تعلم تماما بأن العرب لا ولن ولم يتفقوا ، وأن الفلسطينيين كذلك مثلهم ، ولأنك سيادة وفخامة الرئيس رجل المواقف والصعاب ... خاصة أننا لا ننسى اليوم الذي تجلت فيه عبقريتك السياسية ، وفكرك الخصب ، ورؤيتك العميقة ، ومواقفك المشرفة والحاسمة ، عندما قمت بطرد الفلسطينيين من ليبيا بعد اتفاقية أوسلو ... فتركت النساء والأطفال والشيوخ أسابيعا في الصحراء بلا مأوى ولا خدمات ..... ووقفت في وجه الامبريالية الأمريكية وقفة بطل مغوار سجلها لك التاريخ .... وأعلنت الجهاد والحرب على سويسرا و .... وخدمت جميع قضايا ألأمة العربية والإفريقية بتفاني منقطع النظير .... وقدمت لشعبك العظيم كل ما يحتاج من عدل وأمن ورفاهية ، فأغدقت عليه من أموال النفط المخزون تحت نعليك حتى لم يعد في شعبك فقيرا ولا محتاجا .... سيدي الرئيس المعظم ملك ملوك إفريقيا وزعيم زعماء العالم العربي يقول المثل : اللي بيعرف بيعرف واللي ما بيعرف بيقول كف عدس .... أتمنى ان تصلكم رسالتي هذه في ليلة مقمرة وليست مظلمة ، فتشرب فيها نخب النصر وقد أصبحت زعيما للعالم كله بغير منازع ... تحطم مخططات الامبريالية العالمية التي قاومتها مقاومة تستحق أن تكون مدرسة لكل شعوب وحكومات العالم ، عندما سلمت لها كل ملفات أسلحتك فرفعت عنك الحصار ، وأزالت عنك اللثام ، وكشفت عنك الغطاء . عاش العقيد ... عاش الملك ... عاش الوطن ... عاش الأمير ... عاش عاش عاش ... – كاتب وباحث فلسطيني مستقل – www.tahsseen.jeeran.com http://www.tahsseen.jeeran.com/ مدونتي : واحة الكتاب والمبدعين المغمورين [email protected] mailto:[email protected]